أكد خبراء وسياسيون أن التحالفات التي دشنتها المملكة العربية السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية، وفي فترة وجيزة، تعكس وزن وثقل الدبلوماسية السعودية، التي تتسم بالحكمة والحزم في مواجهة تغلغل سياسات إيرانية تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة لمصلحتها، إلى جانب تمدد الإرهاب في المنطقة، مؤكدين أن هذه التحالفات تصب في صالح الأمن القومي العربي. حكمة وقراءة واعية ويرى اللواء محسن حفظي الخبير العسكري والإستراتيجي أن ما قامت به المملكة من تدشين تحالفات إقليمية ودولية خلال فترة وجيزة من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، ينم عن حكمة وقراءة واعية لمعطيات الوضع الإقليمي والدولي واستشعارا لحجم الخطر الذي يتهدد المنطقة ككل وليس أمن المملكة فحسب، مثمنا وقوف مصر وتأييدها وانضمامها لهذه التحالفات إدراكا منها لأهمية العمل الجماعي في مواجهة تغلغل قوي خارجية في المنطقة. إعادة التوازن وفي ذات السياق يؤكد اللواء الدكتور أحمد شوقي الخبير العسكري والإستراتيجي في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن جهود المملكة خلال بضعة أشهر أعادت التوازن للاختلالات التي شهدتها المنطقة العربية وحصنتها من الاختراقات الخارجية من جانب قوى إقليمية لها أطماع لم تعد خافية على أحد. وأثنى على النهج الذي اتبعته المملكة بقيادة الملك سلمان، معتبرا أنه عكس لغة القوة في التعامل مع الأحداث، ونوه في هذا الصدد بسرعة بناء التحالفين، العربي في مواجهة تمرد تحالف الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع، للدفاع عن الشرعية، ثم بناء التحالف العسكري الإسلامي الذي تبارت الدول في الانضمام إليه (39 دولة حتى الآن)، من أجل المشاركة في التصدي للإرهاب وضرب أوكاره وصيانة الأمن القومي ومصالح دوله. التصدي للإرهاب وأشار الدكتور أحمد يوسف أحمد مدير المعهد العربي للدراسات السياسية السابق، إلى أن هذه التحالفات تأتي اتساقا مع المبادئ التي سارت عليها الدبلوماسية السعودية على مدى العقود الماضية مستهدفة حماية هذه القيم، والدفاع عن الشرعية، نافيا أي توجه للتمدد والتدخل في شؤون دول أخرى، بل التصدي للخطر الذي يمثله الإرهاب، وحماية أمن الشعوب العربية والإسلامية التي انضوت دولها في هذه التحالفات. ونوه الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الآسيوية، بالدور الذي لعبته التحالفات التي دشنتها الدبلوماسية السعودية خلال فترة وجيزة، في بناء حائط صد أمام التمدد الفارسي في جسد الأمة، والذي لم يعد خافيا على أحد، ودلل عليه الدعم اللامحدود لنظام الأسد وللعناصر التي تتمرد على دولها لزعزعة الأمن والاستقرار بها، ومن ذلك حزب الله والحوثيون وغيرهم.