فيما أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي، المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري، أن السعودية تستعد لبدء تمرين عسكري (رعد الشمال) بمشاركة 21 دولة، اعتبر خبراء عسكريون واستراتيجيون توقيت هذه المناورة أهم معايير تقييمها. وقالوا في تصريحات إلى «عكاظ»: إنها تجري في توقيت عربي عصيب تنهال فيه العواصف والأنواء السياسية والمؤامرات والمخططات الإيرانية على الدول العربية، وتهدد أمنها القومي في سورية واليمن ولبنان والعراق وغيرها». وأضافوا أن توقيت إجراء هذه المناورة يكتسب أهمية قصوى للرد على محاولات إيران فرض يدها الطولى في المنطقة، وإعطاء رسالة قوية لها بأن العالم العربي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه هذا التمدد والخطر الإيراني، وأنه على استعداد تام للدفاع عن عناصر أمنه القومي، بالإضافة إلى مخاطر الإرهاب التي تتنامى، وسلبية المجتمع الدولي في التعامل معها، فضلا عن الأزمات العربية التي تحولت إلى مزمنة ومنها ما يحدث في سورية وليبيا. وشددوا أن «رعد الشمال» تأكيد على وحدة الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات، وقدرتها على التصدي لأي محاولات تخريبية في دول المنطقة. توحد الرؤى بداية يقول اللواء يسري قنديل الخبير الاستراتيجي، إن هذه المناورة تحمل عدة دلالات منها توحد الرؤى الاستراتيجية لكل من القوتين الأكبر في المنطقة (المملكة ومصر)، وأنها تأتي في أعقاب صدور قرار من مجلس الدفاع الوطني المصري الشهر الماضي بتمديد مشاركة عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية وتدريبية في الخارج لمدة أخرى. وأضاف اللواء قنديل أن رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق صدقي صبحي كان قد اجتمع بالمجموعات العسكرية المصرية المشاركة في المناورة قبل سفرهم، مؤكدا لهم أن مصر تمثل العمق الاستراتيجي للأمن القومي الإقليمي والعربي، وأن ما تشهده المنطقة من متغيرات حادة وتهديدات مباشرة وغير مباشرة تستلزم التكامل والتعاون المشترك بين كافة الدول الشقيقة. لافتا إلى أن هذه المناورة وبما فيها تكامل استراتيجي عربي، يوجه رسالة لطهران بأن العرب قادرون على الردع ووقف التوغل الإيراني في الإقليم. التكامل العسكري واتفق معه في الرأي الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء مدحت الحداد، مشددا على أن التحديات التي تواجه أمن المنطقة العربية تستلزم تحقيق التكامل العسكري المصري السعودي خاصة في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. وبين أن توقيت المناورة يرتبط بتزايد الخطر الإيراني على دول المنطقة، خصوصا بعد أن امتدت أذرعتها العسكرية في سورية ولبنان والعراق واليمن والصومال بجانب تدخلها في شؤون دول الخليج. ووصف الحداد هذه المناورة بأنها الأكبر لتشكل رسالة ردع للقوى التي تحاول النيل من استقرار دول المنطقة. لافتا إلى أن هذه المناورة قد تفتح الباب على سيناريوهات عديدة ومفتوحة لأي تصعيد عربي في المنطقة. جاهزية لصد أي اعتداءات ويؤكد اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن المناورات العسكرية بين المملكة ومصر مستمرة منذ سنوات طويلة لتأكيد الجاهزية لصد أي اعتداءات خارجية حالية أو مستقبلية. لافتا إلى أن مناورة «رعد الشمال» لها وضع خاص لكونها تأتي في إطار «التحالف العسكري الإسلامي» الذي أعلنت عنه المملكة من قبل بمشاركة دول عربية وإسلامية، لمواجهة أي تهديدات مستقبلية أو حالية للأمن القومي العربي، وربما استعداد لمشاركة فعالة بقوات برية لتطهير اليمن من الميليشيات الحوثية، ومواجهة تنظيم «داعش» في سورية. لافتا إلى أن المناورة ستؤدي إلى تبادل الخبرات العسكرية بين الدول المشتركة فيها، والتدريب في أماكن مختلفة، لمواجهة أي تحديات، الأمر الذي يرفع من قدرة القوات واستعدادها للقتال في أي ظروف. دليل اتفاق ويرى اللواء حسام سويلم الخبير العسكري والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، أن حجم المناورة الكبير دليل اتفاق على مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه، والتصدي له في مواطن تواجده، ومواجهة الدول الداعمة له، ومحاربتها بكل الوسائل الممكنة للحد من تماديها وتعديها على حقوق الشعوب العربية والإسلامية. مطالبا بضرورة استمرار تلك المناورات العسكرية بين الدول العربية والإسلامية لرفع كفاءتها القتالية. مؤكدا أن المملكة تعد من أوائل الدول وأكثرها نشاطا في محاربة الإرهاب، وبذلت جهودا كبيرة من أجل تكاتف الدول الإسلامية والعربية في مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره ليعم السلام والاستقرار دول المنطقة كافة. ويرى اللواء سويلم أن مناورة «رعد الشمال» تأكيد على وحدة الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات، وقدرتها على التصدى لأي محاولات تخريبية في دول المنطقة.