شهدت العلاقات المصرية السعودية تطورا كبيرا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي، وارتقت إلى ما يشبه التحالف الإستراتيجي الذي يسعى إلى منع الاختراقات وتحصين الأمن القومي العربي. ورأى اللواء الدكتور أحمد شوقي الخبير العسكري والإستراتيجي أن العلاقات بين البلدين شهدت دفعات كبيرة لم تشهدها من قبل ارتقت إلى مستوي التحالف العسكري، ودخول الدولتين في تحالفات للدفاع عن الشرعية في اليمن، والتصدي لجماعات وتنظيمات الإرهاب التي تمددت في المنطقة وباتت مخاطرها تستهدف الجميع دون استثناء. وأشار إلى أن مشاركة قوات مصرية بهذا الحجم والكثافة بمناورات «رعد الشمال» تعكس مدى قوة ما وصلت إليه هذه العلاقات من تلاحم وتفاهمات، بعكس ما روجت له بعض الدوائر التي لا يروق لها هذا الأمر لإدراكها ما تمثله القاهرة والرياض من ركيزة لأمن واستقرار المنطقة ورمانة ميزان لأي عمل عربي. ولفت اللواء الدكتور صفوت الزيات الخبير العسكري إلى أن زيارة الملك سلمان ستمنح العلاقات زخما جديدا وتعطي رسالة إلى الأطراف المعنية كافة بحجم الروابط وما تتمتع به هذه العلاقات من خصوصية، انتقلت إلى التحالف العسكري الذي يشكل حائط صد منيعا للدفاع عن مصالح البلدين أمام موجات الإرهاب والتدخلات. واعتبر اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري أن قمة القاهرة تشكل نقلة نوعية بالعلاقات من جوانبها كافة، وتوقع أن تثمر عن خطط وتحركات مشتركة من شأنها تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والإستراتيجية والأمنية كافة. ولفت المدير السابق لمركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة اللواء علاء عزالدين إلى أن التعاون العسكري وصل ذروته من خلال الاشتراك فى عدد من العمليات العسكرية منها «عاصفة الحزم» والمناورات الناجحة، ونجاح المجلس التنسيقي، مشيرا إلى أن هذا التعاون يصب في مصلحة دول المنطقة، لمواجهة الإرهاب والتدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية. وأشار الخبير العسكري اللواء عباس القلا إلى أن هناك تنسيقا كبيرا بين البلدين في عدد من المجالات العسكرية، لمواجهة التحديات في سورية، والعراق، واليمن، وليبيا، وتنامي الإرهاب والتطرف، والتصدي للتدخلات الإيرانية. واعتبر أن هذه التحديات تتطلب التعاون العسكري بين الدول العربية. وقال إن البلدين الكبيرين يرتبطان منذ فترة طويلة بتكامل عسكري كامل بين أفرع القوات، سواء بحريا أو جويا أو بريا، لذلك تم الاتفاق على إجراء عدة مناورات عسكرية ناجحة آخرها «رعد الشمال». وأضاف القلا أن السعودية التي تنفذ إستراتيجية متكاملة تعتمد على بناء اقتصاد قوي ومستقر وجيش وطني قوي، وهو ما وضح جليا في قدرتها على اصطياد عدد من الحركات الإرهابية في جحورها قبل القيام بأي عمليات تخريبية. وأكد الخبير الإستراتيجى اللواء محمود منير، أن هناك حرصا كبيرا على تطوير التعاون العسكرى بين البلدين، وأن تكون القوات جاهزة لمواجهة أي عدوان على أي دولة، مشددا على أن أمن الخليج من أمن مصر، ونوه بالتطور العسكري الكبير الذي تشهده المملكة. وشدد على أن تقوية العلاقات العسكرية بين البلدين رسالة ردع لكل من تسول له نفسه التفكير في العدوان، وأن المناورات العسكرية التي أقيمت أخيرا كشفت عن مدى ما يتمتع به الجندي السعودي من روح معنوية عالية وكفاءة قتالية وعقيدة إيمانية بحب وطنه والتضحية في سبيله.