لم تحتمل حيطان بعض المنازل في جازان الصمود أمام قوة الرياح التي ضربت المنطقة أمس وصاحبتها أمطار غزيرة سالت على أثرها الأودية وتسببت في قطع الكهرباء عن بعض القرى، بينما احتجزت أشخاصا وجرفت آخرين، في وقت يستنفر الدفاع المدني طاقته للتحذير من سيول منقولة من الأراضي اليمنية عبر وادي خلب. أهالي قرى صامطة عاشت في ظلام دامس إثر انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم بسبب العاصفة الرملية، الأمر الذي استنفر شركة الكهرباء لمباشرة إصلاح الانقطاعات، كما تسببت الرياح في سقوط حائط منزل على مركبة في قرية البدوي دون تسجيل أضرار بشرية، فيما تطايرت الهناجر وانعدمت الرؤية على الطرقات، مما دعا دوريات أمن الطرق إلى إعلان حالة الاستنفار في معظم الطرق الرئيسية لتحذير السائقين وتسيير الحركة المرورية. وفي وادي المدخال في العارضة، غامر ثمانية أشخاص بالنزول في بطن الوادي غير مبالين بالخطورة التي قد تواجههم جراء ذلك، وما إن وصلوا إلى منتصف الطريق حتى جرفتهم السيول الغامرة، حيث لم يقاوم اثنان منهم الموقف ليسقطا في المياه فيما أخرجت فرق الدفاع المدني الستة الآخرين بعد جهود مضنية، نقل اثنان منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، فيما تجري عمليات البحث عن المفقودين. مديرية الدفاع المدني بجازان حذرت من سيول منقولة من الأراضي اليمنية عبر وادي خلب في الحرث قد تصل إلى محافظة أحد المسارحة، منوهة أنها تعد من أقوى السيول في القطاع الجنوبي هذا الموسم. وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني الرائد يحيى القحطاني فإن فرق السلامة تجوب الأودية وتحذر من الاقتراب من مداخلها لحظة جريان السيول حفاظا على السلامة العامة، داعيا إلى توخي الحيطة والحذر في مثل هذه الظروف. الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أشارت إلى أن أمطارا رعدية مسبوقة بنشاط في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية ستشهدها منطقة جازان خلال الفترة القادمة.