كان هناك في السابق ما يسمى بالهيئة الشرفية بالأندية والتي تضم رئيسا ونائبا ومجموعة من أعضاء الشرف في الغالب يكونون رؤساء سابقين أو إداريين أو حتى لاعبين قدامى، كان دعمهم القليل يسد حاجة النادي مع ما يأتيه من دعم الدولة عبر رعاية الشباب، ولكن في السنوات الأخيرة ومع نظام الاحتراف وارتفاع العقود أصبحت الضرورة ملحة لفصل النظام الشرفي القديم أو تخصيص دائرة تضم الداعمين ليتسنى لهم تقديم الدعم المباشر والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تهم النادي، أطلق عليها اسم «المكاتب التنفيذية». واختلف النقاد والرياضيون والمحللون حول جدوى هذه المكاتب بين مؤيد ومعارض حول أهمية وجودها خاصة في ظل هيمنة رؤساء الأندية وسيطرتهم على اتخاذ القرارات، فهناك أندية حققت نجاحات كبيرة في ربط العمل وتناغمه بين الإدارة والمكتب التنفيذي منها نادي التعاون الذي يعد مثالا يحتذى في هذا الشأن. الموضوع بالغ الأهمية ويحتاج للنقاش والتحاور مع عدد من المختصين والمهتمين بهذا الجانب من مسؤولي الأندية ورجال الصحافة والإعلام لمعرفة إلى أي مدى يصل دور المجلس التنفيذي في دعم ورفد مسيرة النادي. الاتهامات صحيحة عبدالرحمن البنعلي رئيس المكتب التنفيذي بنادي الاتفاق قال بأن المكاتب التنفيذية مهمة جدا، ودورها لا يقتصر على الدعم المادي فقط، بل لها أدوار كثيرة منها دعم الصفقات وتقريب وجهات النظر بين أعضاء الشرف إن كانت هناك مشكلة. وتابع: «دور المكتب في استقطاب أعضاء شرف وجلب استثمارات للنادي وكل هذا يعتبر دعما للإدارة، أما الكلام عن أنها متفردة أو متسلطة، فهذا غير صحيح، فهم متطوعون للعمل ولا يحصلون على مقابل مادي عن هذا العمل، أما بالنسبة للظهور أو البروز الإعلامي، فهذا شيء طبيعي لأن الوسط الرياضي لدينا في المملكة مسلط عليه الإعلام بشكل كبير جدا، وهذا بسبب قوة المنافسة فقط، ولكن يجب أن لا نركز على السلبيات في عمل المكتب التنفيذي وأعضائه ونغفل الإيجابيات». الإدارة هي معيار نجاحه عضو شرف نادي النصر سلمان المالك يقول: «نجاح المكتب من عدمه يعتمد بالدرجة الأولى على إدارة النادي، إن هي أعطت المكتب التنفيذي صلاحيات سينجح، كذلك يجب على الإدارة البحث عن الداعمين ومنحهم الجو المساعد والملائم لعمل توافقي بين الاثنين، لأن الأندية -على حد قوله- تحتاج بشكل كبير للشخصية الداعمة في ظل افتقار الدعم اللازم؛ لذا فإن وجوده ضرورة ملحة في السنوات الأخيرة لأهمية الدعم المادي للأندية خاصة بعد نظام الاحتراف ووجود عقود ضخمه تحتاج لوفاء في من يلتزم بها. أصبحت ضرورة ملحة ومن جانبه، يرى إبراهيم الثويني أمين عام هيئة أعضاء الشرف بنادي الرائد أنه على الرغم من أهمية المجالس الشرفية ودورها الفاعل والمؤثر في حقبة زمنية رياضية سابقة، إلا أنه ومع اختلاف مكونات العصر الحديث الذي يعتمد على السرعة في جميع مقومات الحياة أصبحت المكاتب التنفيذية للأندية ضرورة ملحة تختصر الزمن في اتخاذ القرارات المفصلية للأندية الرياضية في المملكة، بل إن إدارات الأندية أصبحت تحبذ العمل مع المكاتب التنفيذية لما تجده من تناغم كبير في العمل معها؛ كون الآراء المؤثرة يمكن الوصول لها واتخاذ القرارات حيالها في أوقات قياسية بعيدا عن التشتت في الآراء والمقترحات، ويضيف «من هنا أرى أن المكاتب التنفيذية أصبحت من أهم المطالب للمرحلة القادمة للرياضة السعودية. وهذه الرؤية التي أوردتها عن المكاتب التنفيذية في الأندية، سبق أن تم العمل بها في نادي الرائد قبل عدة سنوات ونعمل جاهدين في الفترة الحالية على إعادة صياغتها والعمل بها من خلال التنسيق القائم والتواصل مع رئيس الهيئة الشرفية بنادي الرائد ناصر بن عبدالله الجفن ورئيس مجلس الإدارة عبداللطيف الخضير». تفعيله مهم رئيس نادي الطائي السابق وعضو شرفه الحالي خالد العجلان قال إنه من الضروري وجود المكاتب التنفيذية، وذلك لأن اجتماعات مجلس الإدارة دورية وهناك أمور يومية تحدث بالأندية تتطلب قرارا سريعا، وهذا دور المجلس التنفيذي وللأسف أغلب الأندية لا تفعل هذا المجلس، ما يسبب الفردية في اتخاذ القرارات التي يأخذها رئيس النادي أو نائبه، ما يوقع الأندية في كثير من الأخطاء الكوارثية، وعلى الرئاسة العامة لرعايه الشباب إلزام الأندية على تطبيق وتفعيل هذا المجلس، ولوائح الرئاسة تنص على هذا الجانب المهم، وكذلك متابعة الأندية بجولات للتأكد من تطبيق اللوائح حتى لا تصبح الأندية أسيرة. خلطة التعاون خاصة سليمان بن إبراهيم العمري رئيس المكتب التنفيذي لأعضاء الشرف بنادي التعاون أكد على أهمية المكاتب أو المجالس التنفيذية ودورها المهم في دعم مسيرة الأندية الرياضية مستدلا بالعمل الكبير الذي قاموا به في نادي التعاون، مؤكدا بأن هناك (خلطة خاصة) تعتمد على التعاون من أجل التعاون ونجحوا في ذلك بعيدا عن حب الظهور والتفرد ومحاولة البروز الإعلامي على حساب العمل الجماعي! ويضيف «تم اعتماد فكرة المجلس التنفيذي بالنادي في اجتماع موسع لأعضاء الشرف بأحد الفنادق الراقية في بريدة، وتمت الموافقة عليه بالإجماع. ونص القرار على أن عضوية المجلس بقيمة متفق عليها، ويكون الأعضاء ممثلين لجميع أعضاء الشرف مجتمعين، ولذلك قرارات المجلس موافق عليها ضمنيا من أعضاء الشرف، والمجال مفتوح لكل من رغب في الدخول، وطبعا الالتزام بما جاء بالاجتماع من قبل الرجال كان هو سر التناغم». وعن دور المجلس يقول: «دور المجلس التنفيذي رسم السياسات العامة للنادي مع الإدارة واعتمادالميزانيات، ويعتبر صمام أمان للنادي، سواء بالصرف أو الاستثمار أو التعاقدات.». العمل المؤسساتي أولاً ويقول الناقد الرياضي حمد الدبيخي: «بالنسبة للأندية ليس لها شخصية ولا تأتي عن طريق جمعيات عمومية أو انتخابات، ولا توجد محاسبة لها من السلطة الأعلى، العمل غير مؤسساتي، وإذا كان كذلك يجب أن نطالب بوجود مكتب تنفيذي. فالعمل عشوائي يعتمد على الاتكالية، والصوت الوحيد الذي يتحدث ويخرج في كل مناسبة هو رئيس النادي الذي يحضر في كل المناسبات (وهو فقط من يكون في الصورة)، وإذا أردنا نجاح المكاتب التنفيذية يجب أن نؤسس لعمل مؤسساتي متكامل!، أما الوضع الحالي فمع احترامي لهم لاوجود لهم! ولا أرى لهم دورا!، سوى المطالبة بأن يكون لهم دور.!». المسمى أصلاً خطأ الناقد الرياضي خالد المشيطي قال: «بداية لا يصح أن يطلق على بضعة أشخاص يمارسون مهمة إشرافية على الفريق اسم (مكتب تنفيذي)، فهو مصطلح أرى أنه لا يتوافق مع مهمتهم عرفا أو نظاما، المكتب غير موجود على الأرض، والتنفيذي يفترض أن ينفذ ما يوصى به من قبل جهة ما، والحقيقة أنه جهة تشريعية وتنفيذية في نفس الوقت، يمكن تسميته لجنة إشرافية أوغيرها من المسميات». ويضيف: «بالنسبة لهذه اللجنة، فكما هو معروف لدى البعض هم أفراد من أعضاء الشرف تكونوا في وقت ما في أحد الأندية بهدف عزل إدارة النادي عن فريق كرة القدم بطريقة مؤدبة، مسوغين لأنفسهم اتخاذ هذا القرار بسبب ضعف النتائج، ثم بعد ذلك تم استنساخها في أندية أخرى بموافقة إدارية». وتابع: «نشأة هذه اللجنة بعد اكتمال صورتها هي عمل جيد يمكن أن يحل محل المشرف على الفريق، فهو أفضل منه لأنه جهاز شوري لا ديكتاتوري، أعضاؤه من المقتدرين ماليا أو فنيا أو الاثنين مجتمعين، فالأفكار فيه تأتي ناضجة بشكل أكبر لأن القدرات أوسع». ويختتم: «لا شك أن المكتب التنفيذي أو التعبيري أن اللجنة الإشرافية لها صلاحيات كاملة تكاد تكون الوحيدة، إذ هي التي تملي قراراتها على الإدارة كالتعاقد مع مدرب أو لاعب والعكس كذلك، وفي هذه الحالة تكون الإدارة هي المكتب التنفيذي ويمكن تشبيه الاثنين بالرئيس ورئيس مجلس الوزراء في بعض الدول».!! قائمة على الاجتهادات الناقد الرياضي فيصل الشوشان يؤكد من جانبه أن المجالس الشرفية بشكل عام لا قيمة لها، ولم تعد مؤثرة كما كانت في السابق. «هي فعلا مجالس شرفية ولها من اسمها نصيب، ولعل وجودها اليوم يأتي من باب التكريم الأدبي لبعض الشخصيات الرياضية ليس أكثر، والدليل على ذلك أن الدعم الذي يقدم من المجالس الشرفية بات شبه معدوم لدى كل الأندية. أما المكاتب التنفيذية، فهي قائمة على الاجتهادات الشخصية فقط، عدا ذلك لا يوجد عمل ممنهج لتلك المكاتب». ويختتم بقوله: «لو كنت رئيسا لرعاية الشباب لقررت فورا إلغاء المجالس الشرفية واستبدالها بمجالس فخرية لتكريم من خدم النادي، أما الدعم فالشركات تقوم فيه بدور أفضل من الذي تقوم بها المجالس الشرفية حتى وإن كان حجم الرعايات في الأندية ضعيفا». تحتاج أرضية الناقد الرياضي عيسي الجوكم يقول هو الآخر: «مع تطوير العمل الإداري يجب أن تحضر هذه الفكرة، ولكن عندما تكون الإدارة محترفة وليس من باب التطوع خصوصا أن معظم إدارات الأندية تعمل بالتزكية أو هي غير منتخبة أو متطوعة». ويتابع «الفكرة جيدة ولكن تحتاج لأرضية تمهد لها، وحاليا لا توجد أرض خصبة لتحقيق فعالية هذه الفكرة، ولكن هذا لا يمنع من تفعيلها وتطبيقها حتى ولو بالنزر القليل».