أموال بالملايين تضخ في شرايين الأندية، بطولات من العيار الثقيل تتحقق، تعاقدات من الحجم العالمي تجرى، عقود النجوم تجدد في خانة ستة أصفار، مشكلات بحجم الجبال تعالج فجأة، وخلافات صاخبة تختفي بضغطة زر.. وعندما يبادر أحدهم للسؤال عمن وراء ذلك، لأنه يعلم أن حال ناديه المادي يغني عن السؤال، تكون الإجابة دائما: «الشرفي الداعم أو المؤثر أو الفعال أو البارز أو الخفي».. وعندما يتكرر السؤال أين هي إذن تلك الإدارات وماذا تفعل وماذا تدير؟ تبقى الإجابة معلقة حتى إشعار آخر. ويبقى التساؤل الأخير والكبير «هل تلك الإدارات مسيرة وتدار من الظل بطريقة الريموت كنترول.. أم ماذا؟» لأن من يدعم ويدفع ويصرف من حقه أن يملك القرار. العبارة قاسية.. اسحبوها الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله رئيس مجلس إدارة شركة f6 وعضو شرف نادي الاتفاق والهلال، رفض مقولة إن الأندية الكبيرة تدار من الظل: «لا أتوقع أن ناديا جماهيريا ترأسه شخصية متفق عليها من الغالبية ويجد ترحيبا كبيرا من جماهير النادي يرضى على نفسه أن يدار من جهة خارجية، ربما يحاسب على عمله وهذا لمصلحة النادي، ولكن أن يدار بتلك الطريقة فلا أتوقع أن يكون هناك من يرضاها على نفسه». وبسؤاله عما إذا كان الدعم الشرفي أصبح سيفا مسلطا على رقاب الأندية، وهل يمكن لها أن تنجح دون ذلك الدعم؟ يرى ألا أحد ينكر أن الأندية الكبيرة ورغم وجود الاستثمار تحتاج إلى دعم أعضاء الشرف المؤثرين، خاصة أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأعضاء يوجدون في المناطق الكبرى بجانب رجال الأعمال الكبار. كما يرى أن الجماهير أصبحت متقلبة: «بعضهم أصبح على استعداد لتغيير ميوله واتباع الفريق القادر على إسعاده بالبطولات، ما يجعل الإدارات تتحرك لتوفير كل المتطلبات ليكون فريقها قادرا على إشباع حاجات جماهيره»، وبإمكان الفريق، حسب رأيه، أن يسير دون دعم أعضاء الشرف، لكنه لن يسير بالخطى نفسها التي يسير عليها فريق آخر يجد الدعم الشرفي، ويرفض في الوقت نفسه فكرة أن يقال: إن الدعم الشرفي أصبح كالسيف المسلط على الإدارات «العبارة قاسية نوعا ما». من يرضاها لنفسه؟! الناقد الرياضي الدكتور مدني رحيمي رأى هو الآخر أن عبارة «من الظل» فيها الكثير من القسوة والإجحاف بحق رؤساء الأندية الكبيرة، مستبعدا تماما وجود إدارات من هذا النوع: «لا أتوقع أن يرضى رئيس ناد كبير على نفسه أن يكون تابعا، ولكن من الممكن أن نقول بوجود مساعدات أو مشاورات بين الأعضاء المقربين من الإدارة والنادي والجمهور، فهناك شخصيات محبوبة تقدم الغالي والنفيس لأنديتها ولها كلمتها ووزنها، وهؤلاء يخافون على النادي من أي عثرة». ويرى الدكتور مدني أنك «إذا كنت تبحث عن البطولات فلا بد أن يكون دخلك ثابتا، وليكن في حسبانك أن ما تحصل عليه من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاستثمارات ليس كافيا أن يحقق لك البطولات، إذا أردت يوما أن تغرد وحدك في الساحة فلا بد من توفير مهر البطولات، ألا وهو المال». عن نفسي.. لا من جهة أخرى أبدى خليل الزياني نائب رئيس نادي الاتفاق تبرمه من ذلك، فهو يرى أن كل شخص مسؤول عما أوكل إليه من عمل، ويضيف: «عندما تكون رئيسا لمجلس إدارة فمن الصعب أن ترضى على نفسك أن تدار من الظل، وأؤكد هذا المعنى وأنا أتحدث عن نفسي كنائب للرئيس». الزياني في إجابته على مقولة السيف المسلط بدى أنه يفضل وجود الشركات الراعية، وأن يكون الدعم خارجا عن نطاق أعضاء الشرف، ونبه إلى أنه لا يرمي إلى مغزى آخر من حديثه، ولا يقصد أن أعضاء الشرف مجحفون، وكل ما يعنيه أن اللعب على المضمون أفضل: «أما من ناحية نجاح الأندية من دون الدعم الشرفي، فذلك الأمر يختلف من ناد إلى آخر ومن طموح إلى آخر». موجودة.. إذن هناك خطر الدكتور عبدالرزاق أبو داود عضو شرف النادي الأهلي الذي سبق أن تولى رئاسة النادي أكثر من مرة، أبدى استياءه من مقولة إن الأندية الكبيرة تدار من الخارج: «ذلك ليس صحيحا إطلاقا لأن من يقود تلك الأندية الكبيرة أعضاء شرف كبار ومؤثرون وإداريون لهم جهود كبيرة يشكرون عليها، ولكن بعضهم لا يحب الظهور الإعلامي». ويؤكد الدكتور عبدالرزاق أنه لو كان هناك وجود لعبارة إدارات الظل مثل ما يدعي بعضهم لكانت الأندية في خطر كبير. وفي إجابته عن الشق الآخر من السؤال، يرى أن الدعم الشرفي سبب رئيسي في جلب العقود والمشاريع للنادي، وهي السند الأول للأندية، ومن الممكن على حد قوله أن تنجح دون ذلك الدعم ولكن من المستحيل أن يكون نجاحها مثل نجاح الأندية التي تملك الدعم الشرفي. الكبير لا يرضى بالظل منصور الأحمد الإداري السابق بنادي الهلال يرى أن الأندية الكبيرة ولدت لتبقى كذلك «فمن المستحيل أن يرضى الكبير بأن يدار من الظل» ويقول: إن الدعم الشرفي أصبح جزءا لا يتجزأ من تلك الأندية، ويعلم الجميع أن الأندية الكبيرة دائما ما تكون نظرتها لأعلى، لذلك من الطبيعي أن تطمح للبطولات ولن تتحقق الأخيرة من دون المادة الوفيرة، ويؤكد أنه من الممكن نجاح الأندية دون الدعم الشرفي، ولكن في المقابل متى ما وجدت الخصخصة بمعناها الحقيقي. مقولات أقرب للخيال الكاتب الرياضي طلال آل الشيخ الذي سبق أن خاض تجربة رئاسية بنادي الشباب، يعتقد من جانب آخر بوجود بعض المقولات في المجتمع الرياضي التي تكون في الغالب أقرب إلى الخيال، من بينها مقولة: ناد كبير وآخر صغير، أو ذلك النادي يدار من الظل، فهو يعارض تلك الأسماء لأن النادي وجدت فيه الإدارة لتديره وتسير أموره وليس ليدار من الظل مثل ما يدعي بعضهم: «لكن لا مانع من أن يكون هناك أعضاء مؤثرون لهم كلمتهم ومكانتهم يناقشون الإدارة في الأمور التي تخص النادي». ويتفق الرئيس السابق والإعلامي الحالي مع من يقول: إن بعض الأعضاء متسلطون، إلا أنه يؤكد حق رئيس النادي في تحجيم من يريد فرض رأيه أيا كانت النتائج، فهو يعتقد من واقع خبرته أنه من الممكن أن يسير رئيس النادي أمور ناديه من دون الدعم الشرفي: «ولكن المحصلة النهائية من المستحيل أن تتساوى مع من يحصل على الدعم» .