في كل قائمة لمؤشر من مؤشرات التطور والرفاه والسعادة على مستوى العالم نجد أن الدول الاسكندنافية تتربع على القمة بدون تزحزح منذ حوالي العقدين، فهي الافضل في النزاهة وانعدام الفساد المالي والاداري والأقل في نسبة التحرش والجريمة والعنف، حتى ان السياسيين يتجولون بدون حراسة ويتنقلون على دراجات او وسائل النقل الجماعية، وهي الافضل في الخدمات العامة والمساواة وحقوق الانسان ورعاية الامومة والطفولة، فهي تمنح اجازة للأم والاب لأشهر وقد تصل لسنة مدفوعة للتفرغ لرعاية الطفل بالسنة الاولى، وهي الاكثر انفاقا على الاعمال الخيرية افرادا ودولا، حتى ان لدى بعضها يوما وطنيا لجمع التبرعات ويخصص كل سنة عائده لقضية معينة، وهذه السنة كانت لتقديم المعونة للسوريين، وهي الاكثر استقبالا للاجئين وكرما معهم، وهي الاعلى في مؤشرات الصفات الايجابية كالتواضع والتعاون والروح الجماعية والثقة الاجتماعية بين افراد المجتمع والسلوك الدبلوماسي الراقي والشفافية السياسية الكاملة، وعدم وجود فقراء ومشردين لديها وغياب التفاوت بين فئات المجتمع وعدم وجود الطبقية والسلام في الداخل والخارج وعدم التورط بأي حروب والشعور الايجابي لدى الشعب تجاه الحكومة وجودة ومجانية الخدمات الطبية ومجانية كل الخدمات العامة وحرية الصحافة والمعلومات، وحماية البيئة والطبيعة وانتاج الطاقة النظيفة، وافضل انظمة للتعليم بالعالم، والافضل في المؤشرات الاقتصادية، وهي في رأس افضل الدول في معاملتها للنساء من كل وجه، حتى بالمقارنة مع بقية الدول الغربية وبخاصة أمريكا التي تأتي في مراكز متأخرة في كل المؤشرات كما ولو أنها دولة نامية من العالم الثالث، وهذة المقارنة بالغة الاهمية لأن امريكا هي أكبر اقتصاد في العالم والتي تضع سياسات كل المؤسسات الدولية ومع هذا هي في ذيل الدول الغربية في كل مؤشرات جودة الحياة، والسبب هو اختلاف ثقافي بين ثقافة مؤنثة القطبية والتي تتميز بها الدول الاسكندنافية، وثقافة مذكرة القطبية والتي تتميز بها امريكا ودول العالم الثالث، فالقطبية المؤنثة تتمثل بسجايا؛ حب الحياة الطيبة واللطف والرحمة والروحانية والمسالمة والمرونة وحس الرعاية والعناية، بينما القطبية المذكرة تتميز بالمنظور الحرفي المادي الظاهري والتصلب والقولبة وتضخم غرور الانا وارادة الاستعلاء بفرض الهيمنة والاخضاع بالعنف وحب الصراع والموت، وقد فسر الفقيه د. حمزة يوسف رئيس جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية بكاليفورنيا حديث النبي «حبب إلي من دنياكم النساء» بأن المقصود ليس حب شهوة للنساء إنما حب النبي للسجايا الاخلاقية للقطبية المؤنثة التي توجد بالفطرة في النساء أكثر من الرجال.