أكد رئيس جمعية الضحايا العراقيين في السجون علي القيسي، أن إيران تتحمل مسؤولية القتل والتهجير والعنف الطائفي وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي، مشيرا في حوار خاص مع «عكاظ» إلى أن «عاصفة الحزم» تمثل الرد الأمثل لوقف الإجرام وردع المجرمين ووقف المشروع الايراني. وقال القيسي: إن المطلوب اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة وأصوات تعلو مطالبة بقطع يد الإرهاب ووقفة عربية حقيقية والتمسك بعملية «عاصفة الحزم» التي لجمت إيران وأرسلت رسالة واضحة أن المملكة لن تسمح بالمساس بشرعية الرئيس هادي. وفيما يلي وقائع الحوار: إلى أين يتجه العراق، إلى التقسيم والحرب الطائفية أم إلى تسوية كبرى؟ لا يمكننا الحديث عن تسوية قريبة في العراق، فبعد الغزو الأمريكي وما نتج عنه من عمليات سلب ونهب وقتل وتشريد ومجازر طالت الحجر والبشر، ها هو العراق اليوم يحارب إرهابا آخر متمثلا بتنظيم داعش ويوازي ببشاعة مشروعه الفتنوي المشروع الإيراني. وها هو الشعب العراقي عاد ليعاني الأمرين نتيجة التقسيم الذي بدأ منذ العام 2006 مع دخول العنصر الطائفي والمذهبي. ولا يمكن التفكير بمصير العراق دون التفكير بمصير كل الدول العربية المحيطة وغير المحيطة به والتي جعلت المنطقة في امتحان كبير تضعنا أمام جزء من ملفات شاملة علينا معالجتها لتدارك الأسوأ. أين هي مسؤولية إيران من كل ما يحصل؟ إيران مسؤولة عن كل ما يجري في العراق من عمليات قتل وتهجير وعنف طائفي وتمزيق للنسيج الاجتماعي للشعب العراقي وشعوب المنطقة، وتحاول بوقاحتها تقليص دور المكون السني. وهي تقوم عبر قادتها وجنرالاتها بعمليات تصفية واغتيالات لرموز السنة والوطنيين العراقيين ممن تراهم لا يطاوعون مشروعها، وهي عبر خططها التدميرية تقود منهجا تخريبيا بهدف تحقيق ما سعت إليه منذ عقود من الزمن ألا وهو الاستيلاء على العراق ليكون بوابة عبور نحو البلاد العربية الأخرى وفرض أطماعها من خلال إضعاف الشعب العراقي ليرضخ لمشروع بناء امبراطورية إيرانية. وللأسف ما حصلت إيران عليه في العراق ما كان ليحصل إلا عبر التسهيلات التي قدمتها إليها بعض القوى الغربية على طبق من ذهب. من يتحمل مسؤولية انهيار الجيش العراقي في الرمادي؟ لا يمكننا أولا وصف بعض الميليشيات بالجيش أو الشرطة. إن الفاعل والمكون الأساسي له والذي مد يده لتسليحه من جديد لغايات غير شريفة تضرب السلم العراقي، هو من يتحمل مسؤولية انهياره. ولا ننسى أن إيران قامت بتوسيع رقعة اغتيالاتها عبر تصفية خيرة الرموز الوطنية العراقية من قادة وعسكريين وطيارين لتغيير معالم السياسة العراقية لصالحها. ثم إن الدول التي ادعت حرصها على أمن العراق فمدته بالسلاح حاولت استغلال أمر تسليحه فخضع للكثير من المساومات والمحسوبيات حين أصبح بأيدي مشبوهة تحاول سرقة ما تيسر لها من رزمة السلاح. فإذا كانت النية بتسليح الجيش غير نزيهة كيف يمكن له أن يستعمله لأغراض شريفة أو لتحرير العراق من الانقلابيين والمتمردين كما يدعي؟ ثم إن تلك الميليشيات إذا أرادت أن تبرر جرائمها في مدينة تعتبر دماء أهلها وأعراضهم مستباحة لأنها تعتمد على فتاوى مرجعياتها الطائفية الإيرانية. وقبل أيام أعلن رسميا في العراق عن اختفاء أسلحة من مجلس الوزراء تكفي لتسليح فرقتين وتلك الأسلحة تعتبر من أحدث الأسلحة في العالم التي قدمتها أمريكا ودول غربية أخرى لمحاربة الإرهاب كما تقول. كلها اختفت في العراق، وأعتقد أن التواطؤ هو وراء سقوط الرمادي. كيف تقرأ الدور الأمريكي الملتبس في العراق؟ لا شك أن أمريكا باحتلالها للعراق كانت سببا بحل وتفكيك الجيش العراقي الذي لم تعد تنطبق عليه اليوم صفات الوطنية، وهي رغم أنها سحبت قواتها العسكرية من العراق إلا أنها ما زالت توهم العالم أنها تعمل على حل الصراعات في الشرق الأوسط وتكرر رسالتها بمواجهة إرهاب تنظيم داعش لكنها في الحقيقة تعمل فقط وفق ما تقتضيه المصالح الأمريكية في المنطقة لتسليم زمام الأمور إلى ميليشيا إيران. وقد صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس قبل عامين فقالت: «نحن ارتكبنا أخطاء في العراق لكن كلها أخطاء تكتيكية ومرحلية، فاستراتيجيا نحن كلنا خططنا له واتفقنا عليه». ما هو المطلوب لإنقاذ العراق؟ المطلوب قرارات حاسمة وجريئة وأصوات تعلو مطالبة بقطع يد الإرهاب ووقفة عربية حقيقية والتمسك بعملية «عاصفة الحزم». هذه العملية الجريئة التي شهد لها العالم أنها تمثل الرد الأمثل لوقف الإجرام وردع المجرمين وتشعل ضوءا في النفق المظلم الذي تعاني منه الكثير من الدول العربية نتيجة التمدد والتوسع الإجرامي الإيراني. على العالم أن يميز بين الظالم والمظلوم وبين الخائن الطائفي المذهبي والوطني المحايد والمسالم كي لا نعيد التجربة السيئة.