عندما نتعامل مع الآخرين فإن هناك قِيما، ومبادئ ، وقواعد أخلاقية لابد من التمسك بها ومراعاة تنفيذها والالتزام بها حتى نشعر بطمأنينة وراحة نفسية.. وقد يلجأ البعض إلى الخِداع وممارسته، والتلذذ به، ويرمي باللائمة بمبررات يقنع نفسه بها.. لكن هذا التصرف المنحرف سلوكيا يؤدي إلى انحراف الأخلاق، والقيم، والمبادئ.. فمثلا يسمي الاعتداء (انتقاما).. والسرقة (تصفية حساب).. والمماطلة في إعطاء الحقوق (حفاظا على الأموال ).. يجد تبريرا لأعماله غير الأخلاقية.. على أنها رد فعل.. وليس اقترافا يذنب عليه.. إن القيم الأخلاقية والإنسانية.. لا يضاهيها قيم فردية.. فمثلا عدم تسديد ديون المماطل (ترتكز على اعتبارات السيولة).. وعدم اهتمامه بمرض الموظف وعائلته (فيه تعارض مع مصلحة العمل).. وتسديده للزكاة (يخفض أرباحه وينقصها).. وتلاعبه في فواتير الجمارك (حق يوفره لخزنته).. إن التبرير الذي يضعه البعض.. يعتقدون أنها شطارة.. وباب من الفهلوة.. يتراكم هذا التبرير في داخله وينمى.. حتى يصبح عرفا عنده.. ويظن أنه قد أصبح متميزا وآمنا من القيم الاجتماعية، والأخلاقية، والإنسانية.. وهكذا يستمر ويهزأ من أولئك الملتزمين بالقوانين، والمبادئ ، والحقوق، ويبرر لنفسه بأن ظروفهم أحسن.. والظروف تحتم عليه مواقفه.. إن العاملين مع هكذا مسؤول يعاملونه.. وعملاءهم.. كما يعاملهم.. ويتعاملون مع بعضهم والآخرين.. بذات الطريقة.. ولا يجدون حرجا.. فالكل في الهواء سواء.. قال تعالى: «ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلِن وما يخفى على الله مِن شيء في الْأرض ولا في السماء» سورة إبراهيم ، آية (38). فاكس: 6514860 [email protected]