أيامنا القديمة يعتبر المدرس مربيا ومعلما ويتفوق في عمله على الأب أحيانا.. يقبل منه كل توجيه ونصيحة.. حتى عقاب الطالب لا يعترض أو يعاتب عليه فذاك من ضمن صلاحياته التي منحها له التقليد والعرف وهو مكان المسؤولية والثقة.. لا يكون المدرس استاذا بسهولة فهو يرى ويسمع ويعايش واقع المجتمع ويعرف قيمة اللقب الذي يحمله .. ويعتبر من أعلا الدخول في الزمن الماضي من غيره.. وهم يقولون عنه (استاذ).. ينطبق هذا على المديرين الاساتذة في الشركات أو ما يطلق عليه المدربون (العاملون) وما إلى ذلك.. إن ما أذكره عن اساتذتي في الابتدائية أي قبل أكثر من ستة عقود ونصف أخذت أطبقه في عملي الحالي لذا فإن طلاب الابتدائية إذا وضعوا في المكان الصحيح فإنهم يحفظون المبادىء العامة للإدارة بتفوق.. إن استاذي في الابتدائية يرحمه الله يخصص وقتا للاستماع إلينا ويحضر معه كيسا من الحلوى نفرح بها كثيرا.. كان يعتبرنا رجالا فيتحدث إلينا ويخاطبنا بلغة الرجال ويتفهم، ويساعد، ويشجع ويدفع بأحلامنا إلى الأعلى وتخيلاتنا إلى أننا سنجد أكثر مما نتصور.. لقد كان معلمونا قدوة في المدرسة، والشارع، والمجتمع، والمسجد.. في كل مكان لهم هيبة واحترام ليس منا فقط بل حتى من آبائنا وأعمامنا وأخوالنا.. لم أسمع يوما كلمة .. أنا أستاذك.. كانوا يرحمهم الله ينقلون لنا الأحداث في جدة كل يوم .. فلان توفي.. غدا عرس في الحارة.. فلان رزقه الله بمولود.. فاكهة جديدة نزلت السوق.. وهكذا كل الأحداث نعرفها وبطريقة جميلة سواء في الفرح أو في الترح والتجاوب الإنساني والتعبير الذي يكون فيه حتى إني لأظنه ولده أو أحد أقاربه وربما ابتسامة فرح أو دمعة حزن.. لقد كانوا يثنون علينا .. ويشيدون بالأداء الموفق.. إنهم أساتذة نحمل لهم الدعاء والثناء فقد كانت صراحتهم مطلقة في الخطأ والصواب.. وقسمات وجههم في التعبير تغني عن الكلمة والتبرير.. هل تعلم أن هذه هي الإدارة الحقة للموظفين في مؤسستك وشركتك .. إقرأ وستعلم ذلك.. فاكس: 6514860 [email protected]