عدوى الأمراض تنتقل بين البشر أسرع وأكثر مما تنتقل بين الكائنات الحية الأخرى.. أيضا تنتقل الأحوال المزاجية والذهنية من الفرد إلى المجموعة.. وبذلك تتفشى في المنظومة الثقافة الجمعية والسلوك المنهجي.. القيم المشتركة والجو النفسي والمزاجي لها تأثيرات مختلفة كالفيروسات. مثلا الحال في المؤسسات الاجتماعية الخيرية يختلف عن المؤسسات العائلية.. وفي الشركات المساهمة يختلف الوضع عن المؤسسات الفردية.. كما أنه يختلف في المؤسسات الرياضية عن المؤسسات الطبية.. لذا فإن المدير الملتزم بالقيم والمثل والمبادئ والفضائل.. تنتقل منه صفاته تلك إلى الموظفين والعاملين معه.. حتى إنه مع الوقت تشعر بأنك تخاطب مدير الشركة وأنت تتعامل مع كل منهم (تشابه في التطبيق والقول).. وبالعكس فإن المدير الغاضب المتجهم ينمي المشاعر السلبية في محيط عمله.. حتى إنه أحيانا كثيرة يقزز الآخرين باقتراحاته وطريقة معالجته.. فتنتقل العدوى منه إلى الموظفين المؤهلين بأن يكونوا مثله تماما.. الشركة التي تدار بحكمة ومحبة تفتح الأمل ويلم مديرها بقدر من العلوم الدينية والأحاديث النبوية والسلوك الأخلاقي.. مبرهنا على توازن محبوب.. ويمكن لك أن ترى ذلك فيمن حوله.. هذا المدير ينفذ بسرعة إلى المناصب الأكبر.. بكفاءته.. وقدرته..واندماجه.. وواقعيته.. وتسامحه.. فيحفظ لزملائه كرامتهم وحقوقهم (في وجوده فرحة.. وفي غيابه غصة).. أما الشركة التي يرأسها الآخر.. وربما يكون ملتزما بالتنظيم.. ولكن علاقته بزملائه.. مضطربة.. فينقل لهم عدوى التوتر والجفاصة.. ولعل ذلك يبدو واضحا في بعض المرافق.. ويمكن استدراك ذلك وتعديله وتنحيته.. من قبل المدير الأعلى.. إن اتصف بمعرفة الرجال. إن العدوى الممقوتة إذا سادت في التعامل.. فإنها تؤدي إلى الفشل.. كما أن المديرين الصالحين.. يولدون النجاح في صناعة شخصيات سوية تعيش في مناخ الرضا والإنتاج والإبداع.. فاكس: 6514860 [email protected]