أعاد المدرب اليوناني جورجيس دونيس الثقة في قدرة الفريق الهلالي على المنافسة في جميع البطولات المتبقية من الموسم، ونجح في بث روح التفاؤل بين أفراد لاعبيه وأنصار المدرج الأزرق بشكل عام، بعد أن خرج بفوز مهم على فريق صعب وعنيد عزز من خلاله ثقة الجماهير به ونال الرضا على العمل الذي قام به خلال فترة وجيزة. إذ قاد الفريق في 6 مواجهات حتى الآن في مختلف المسابقات القارية والمحلية، نال قبولا في الشارع الهلالي ليس وفق النقاط فحسب بل وللمستوى الذي قدمه الفريق مع عدد من العناصر الجديدة التي طمأنت أنصار الزعيم على دكة البدلاء ووجود فريق بديل قادر على الذهاب بعيدا في البطولات الكبرى. ورغم أن البداية لم تكن مبهجة لعشاق النادي العاصمي مع دونيس بخسارته لمباراة السد آسيويا، إلا أنها التمست العذر بكونها أول مواجهة له بعد توليه المهمة بساعات قليلة، ولأن المستوى العام كان جيدا ومقبولا في تلك المواجهة. في المقابل، برهن على أنه مدرب قوي وصاحب شخصية جيدة من خلال تنويع العناصر وفرض الانضباط داخل وخارج الميدان، وحقق معه الفريق الفوز في مباريات الخليج بهدف دون مقابل ثم مع الفتح بثلاثة أهداف دون مقابل وأخيرا الشباب بهدف دون مقابل، فيما تعادل مع فريق فولاذ الإيراني خارج الديار سلبيا في البطولة الآسيوية وحقق فوزا على الجيل برباعية مقابل هدف في مستهل مواجهات الفريق في كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. والمتأمل لحال الفريق وما قدمه جورجيس يدرك أن 5 أمور نجح في معالجتها في الفترة الوجيزة التي تولى فيها المهمة، فشل فيها سلفه الروماني ريجيكامبف وكانت سببا في تردي حال الفريق وتدهور أوضاعه. 1 إنعاش الثقة واستعادة الروح: ما كان يعزي الهلاليون بعد الحالة السلبية التي مر بها الفريق، هي الخطوات التي قام بها دونيس على مختلف الأصعدة لإعادة روح الفريق لجادة انتصاراته وفرض نفسه على خارطة المنافسة على الدوري والتي يصر دونيس على أنها قوية وهدف من أهدافه الرئيسية. إذ يقول مستوى الفريق متطور ونحن واثقون من قدرات نجومنا، يحفنا الدعم الجماهيري أينما ذهبنا وهذا مهم، ونحن لدينا فرصة بالفوز في الدوري؛ لأني أرى قدرات اللاعبين أمامي وأعرف ما يمكن أن يقدموه وظروف المنافسة في المسابقات الطويلة، موضحا أن تحقيق لقب بطولة الدوري السعودي ليس مستحيلا في الموسم الحالي. ويؤكد جورجيس دونيس أن أحد أسباب نجاحه حتى الآن هو شعوره بالانسجام مع فريقه وأنه يشعر باستمتاع كبير في عمله مع الزعيم على الرغم من ظروف الحياة المختلفة والتوقيت الذي حضر فيه إلى الهلال. 2 التحفيز وفرض الانضباط: أشاع المدرب اليوناني روح الفريق الواحد في صفوف الفريق منذ اليوم الأول له، وشدد على أنه على ذات المسافة من الجميع ويقدر كثيرا جماهيرية بعض الأسماء، وأن المقياس الأهم لديه هو الانضباط ولا غير ذلك، وكان لذلك أثره عند عدد من اللاعبين خاصة أولئك الذين مروا بحالة إحباط وتراجع كبير مع مدرب الفريق السابق ريجيكامبف وعلى رأسهم مهاجم الفريق وهدافه ناصر الشمراني وصانع ألعابه وقلبه النابض تياجو نيفيز اللذان تقاسما أهداف الفريق في المباريات السابقة، وكان تأثيرهما واضحا في جميع المباريات التي شاركوا فيها، كما أن قراره الإداري والانضباطي بمعاقبة نواف العابد بأسلوب لم يثر حفيظة اللاعب، إذ حدد العقاب ورهن نهايته بتطبيق اللاعب للعقوبة والتزامه بها، وكان مؤشرا جيدا على فرض النظام على الجميع. 3 قوة الدكة وتعدد البدلاء نجح دونيس في تقديم عدد من الأسماء الشابة على الخارطة الأساسية في الفريق الهلالي، وفضح الطريقة العقيمة التي كان يدير بها ريجي الفريق خاصة فيما يتعلق بالدكة، ولم يألو دونيس جهدا في منح الثقة للمجتهدين وتنويع الأسماء من مواجهة لأخرى، وفي المباريات المتوسطة، وهو ما جعله يتفادى حرج الغيابات والإصابات، وفي الفترة الماضية تألقت أسماء تشارك لأول مرة بشكل أساسي في وجود الأسماء الكبيرة وبينها خالد الكعبي ومحمد جحفلي وعبدالله الشامخ وفيصل درويش، فضلا عن إعادة الثقة في اللاعبين عبدالعزيز الدوسري وخالد شراحيلي اللذين أصبحا ركيزتين أساسيتين في الفريق. 4 التنويع والأسلوب الفني: يقيم الفنيون دونيس بأنه مدرب جيد وقارئ محنك للخصوم، وهو ما ظهر عليه في مواجهات الفريق، ورغم أن الحكم مازال مبكرا لكنه رقميا يبدو مقنعا حيث فاز في 5 مواجهات من أصل 6 ولم يلج مرماه سوى هدف واحد، ويميز دونيس أنه خلق توازنا بين الدفاع والهجوم وقام بتجربة العديد من العناصر في أكثر من موقع، حيث استعان بالشهراني في خانتي الظهير الأيمن والجناح الأيمن مناوبة مع الشاب فيصل درويش، وهو الأمر ذاته الذي فعله مع عبدالله الزوري وعبدالله الشامخ، في حين أعطى عبدالعزيز الدوسري مهمة المحور في بعض الأوقات مقابل تغير اللاعب ساماراس في أكثر من خانة، ويرى متابعون أن هذه الخطوات جعلت الفريق أكثر تفاعلا مع ظروف المباريات ولمقاومة التباين في المستوى اللياقي للاعبين، في حين أنه استعاد الحارس القوي خالد شراحيلي مجددا وبرهن على أنه الأحق بالخانة من زميله عبدالله السديري. 5 شخصية الفريق والشفافية: التعاطي الذكي مع الإعلام الرياضي والجماهير كان خطوة مهمة من المدرب، ففي الوقت الذي يعاني فيه الفريق تراجع حضور الجماهير عن المباريات أسوة بالسابق، اكتفى بالإشادة بالجماهير التي حضرت، وتعامل بكل وضوح وشفافية مع يحدث للفريق خاصة فيما يتعلق بالمواضيع الشائكة وعلى رأسها عقوبة العابد، وأعطى له قبولا لدى أنصار المدرج الأزرق الذي منحه الثقة حتى يثبت عكس ذلك.