أرجع وكيل وزارة الصحة للصحة العامة ورئيس مركز القيادة والتحكم الدكتور عبدالعزيز عبدالله بن سعيد، أسباب تزايد إصابات كورونا في منطقة الرياض خلال الفترة الأخيرة إلى حركة الجمال والاختلاط المباشر وغير المباشر لبعض أفراد المجتمع أو المخالطين للإبل الحاملة للفيروس، والذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي في حالة عدم التقيد بالاشتراطات الصحية ومنها ارتداء الكمامة والقفازات. مبينا أن حالات إصابات الرياض طبيعية ولا تدعو للقلق طالما أنها حالات أولية ومجتمعية، كون المنطقة عامرة بالسكان وفيها حركة كبيرة للجمال مقارنة بالمناطق الأخرى، وهذا ما يدعو إلى مضاعفة الجهود التوعوية في كل مناطق المملكة، وليس الرياض فقط باعتبار أن الحالات المكتشفة حالات أولية ومجتمعية. ولفت إلى أن دراسة جديدة أثبتت العلاقة الوبائية بين الإبل والحالات الأولية المجتمعية لكورونا، وهذا يؤكد وجود الفيروس لدى بعض أنواع الإبل في إفرازاتها التنفسية، ومن هنا أؤكد مجددا أن الأبل حاضن رئيس لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأن الغالبية العظمى من الإبل التى جرى فحصها لديها أجسام مضادة للفيروس مما يدل على إصابتها به، إلا أن ذلك لا يعني أنها معدية للبشر، حيث إن المعدية منها هي فقط تلك التي تحمل الفيروس الحي في إفرازاتها التنفسية خاصة. وعن حالات إصابات كورونا التي سجلت للممارسين الصحيين، قال: هذه حالات محدودة لا تتجاوز السبع، وفي مستشفيات القطاع الخاص، وقد اكتسبوا العدوى داخل المستشفى من خلال تعاملهم مع حالات مصابة بكورونا، وتم الوقوف فورا معها، كما تمت معالجة أوجه الخلل والثغرات التي وجدت في هذه القطاعات الخاصة، لأنه يهمنا ألا تحدث العدوى من الحالات الأولية داخل المنشأة الصحية كما حدث العام الماضي في مستشفى عام بجدة، وكان ذلك انعكاسا لفشل منظومة تطبيق اشتراطات مكافحة العدوى، وهذه التجربة ترتب عليها الكثير من المعطيات الصحية التي ركزت في المقام الأول على تفعيل وتطبيق كل الاشتراطات الصحية والتدابير الإحترازية المتعلقة بمكافحة العدوى، فطموحنا كبير في تعاون جميع القطاعات الصحية الخاصة مع الوزارة وعدم ترك أي ثغرات تهدد صحة الإنسان. وحول مرئيات الخبراء العالميين من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الأمريكية حول جهود المملكة في مكافحة كورونا، أجاب: قريبا سنعقد مؤتمرا صحفيا للإعلاميين بحضور الخبراء العالميين برئاسة الدكتور جون واتسون للحديث عن هذه الجهود والإجابة على استفسارات الصحفيين، فهؤلاء الخبراء عناصر محايدة بالتأكيد وسيكشفون الكثير من أسرار هذا الفيروس، والجهود المبذولة لاحتوائه، كما يستعرضون مستجدات الأبحاث المتعلقة بكورونا. وحول ما يتردد بأن كورونا سيتلاشى تلقائيا مع إطلالة الصيف، قال: جاء الصيف أو لم يأت، ما يهمنا أن تكون جهودنا على مدار العام مستمرة في جانب مكافحة العدوى، فالفيروسات الشرسة في تعاملها قد تختفي وتعود مجددا متى ما وجدت ثغرات، فمتى ما حدث فشل في تطبيق الاشتراطات الصحية المتعلقة بمكافحة العدوى فإن تسجيل الإصابات وارد، دعني أشير في هذا الإطار إلى أننا في فبراير العام الماضي شهدنا زيادة فلكية في حالات الإصابات الأولية لأن العدوى حدثت داخل مستشفى، ولكن في فبراير هذا العام كان المنحنى ضعيفا، وهذا يفسر أنه في حالة فشل المنظومة الصحية في تطبيق الاشتراطات الصحية المتعلقة بمكافحة العدوى فإن تسجيل الإصابات بشكل كبير يكون واردا، لذا أؤكد أن ما يهمنا هو تعاون الجميع في التقيد بالاشتراطات الصحية المتعلقة بمكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية، وأيضا التدابير الاحترازية على مستوى أفراد المجتمع.