أكد ل«عكاظ» مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة أن وضع «كورونا» في دول الخليج مطمئن ولا يثير المخاوف، مبينا أن وزارات الصحة في دول الخليج تطبق كل الإجراءات والتدابير العالمية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية. وأشار إلى أن اكتشاف بعض الحالات الفردية لكورونا في بعض مناطق المملكة يتطلب المزيد من التوعية، باعتبار أن المرض عاد مجددا بعوامل مرتبطة بالمناخ وفترة توالد الإبل، وهي مؤشرات في موضع اهتمام وزارة الصحة السعودية وفقا للدراسات التي أجريت طوال العامين الماضيين، حيث اتضح أن الشهور الثلاثة (فبراير ومارس وأبريل) تشهد نشاطا متزايدا للفيروس نتيجة التقلبات المناخية، بينما لوحظ أنه يختفي في الصيف مع ارتفاع الحرارة، وكل هذه المعطيات بالطبع تتطلب أن نكون على درجة عالية من الحيطة والحذر، وخصوصا داخل المستشفيات والقطاعات الصحية وعلى مستوى الأفراد. وأضاف «حالات الإصابات الموجودة حاليا هي حالات فردية ليست لممارسين صحيين، وهو ما يطمئن ويعطي نوعا من الاحترازات بعدم وجود أي انتقال لعدوى فيروس كورونا داخل المنشآت الصحية ولله الحمد وهذا مؤشر إيجابي يجسد مدى تطبيق القطاعات الصحية للاشتراطات المتعلقة بمكافحة العدوى، ويدعو كافة العاملين في المنشآت الصحية للالتزام بالتعليمات، وتطبيق الإجراءات الوقائية، والعمل بأساسيات مكافحة العدوى، والتقيد بمسارات الفرز للحالات التنفسية في أقسام الطوارئ، واستخدام أدوات الحماية الشخصية حسب الإرشادات المبلغة لهم من مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة». وحول توجه الصحة في إغلاق المستشفيات المخالفة والمتهاونة بأسس وضوابط ومعايير مكافحة العدوى ووفقا لتوصية مركز القيادة والتحكم قال: «هذه الخطورة مهمة، فلا عذر للقطاعات الصحية والمستشفيات في التساهل بالاشتراطات الصحية، وخصوصا أن جميع هذه القطاعات ومنذ عامين ونصف اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع كورونا والأمراض المعدية بشكل عام، فأي إخفاق في تطبيق أسس مكافحة العدوى يترتب عليه انعكاسات خطيرة على صحة العاملين والمراجعين؛ لذا فإن العقوبة والغرامات تجعل هذه القطاعات أن تحذر وتنتبه ولا تتكاسل في المسؤوليات المناطة بها، ودعني أضرب هنا مثلا، نجد أن السائقين في الشوارع حذرون من أي مخالفات؛ لأن فلاشات (ساهر) أمامهم بالمرصاد». وأشار إلى أن هناك تنسيقا ومتابعة مستمرة بين المكتب التنفيذي ووزارات الصحة الخليجية والجهات الدولية، بجانب التنسيق مع اللجان الدولية لمنظمة الصحة العالمية في متابعة الوضع الحالي والمستجدات التي تحدث، ولا يفوتني أن أشير إلى زيارة وفد منظمة الصحة العالمية بناء على دعوة المملكة لتقييم الإجراءات التي اتخذتها المملكة والخروج بتوصيات هامة تخدم الجهود المبذولة لمحاصرة الفيروس والحد من انتشار الإصابات. وثمن جهود دول الخليج، ممثلة بوزارات الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي بالخطوات الإشرافية والميدانية التي اتخذتها قيادات الصحة، بإشراف مباشر من وزراء الصحة بدول مجلس التعاون باستقطاب علماء عالميين في مكافحة الأمراض المعدية لتبادل الخبرات، خصوصا أن فيروس كورونا شديد في خصائصه ووبائيته، لافتا إلى أن فيروس كورونا هو شديد الضراوة ويؤثر أكثر على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض قلبية وصدرية مزمنة أو نقص المناعة أو كبار السن، وهذا أيضا يبرر بعض الوفيات التي تحدث عند الإصابة بكورونا. وحول دور الإبل قال: أنصح العاملين في حظائر المواشي والإبل بعدم التساهل مع الاشتراطات الصحي، وخصوصا أن الدراسات أثبتت أن الإبل ناقل للفيروس وليس المصدر لكورونا؛ لذا فأن التقيد بالاشتراطات الصحية عند التعامل في الحظائر يجنب التعرض لأي عدوى فيروسية. وخلص إلى القول إن أهم الأسباب وراء عدم توفر لقاح مضاد لفيروس (كورونا) حتى الآن هو التحور الجيني للفيروس، وصعوبة إيجاد محفز مناعي قوي في تركيبته، بالإضافة إلى عدم تركيز الشركات ومراكز الأبحاث الكبرى على إجراء الأبحاث اللازمة لإنتاج اللقاح.