أكد الدكتور بدر السمحان المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا أن الحملة لا تمنع اللاجئين من بيع الإعانات التي يتلقونها فيما لو كانت زائدة عن حاجتهم. ونوه الدكتور السمحان أنهم تمكنوا من توظيف 80% من السوريين في المستشفى الميداني في مخيم الزعتري، مشيرا إلى أنهم قاموا بتوزيع 17 ألف خيمة للاجئين في سورياوالأردنوتركيا. وأبان السمحان أنهم تمكنوا من تسيير أكثر من 23 شاحنة للداخل السوري، مؤكدا في الوقت ذاته أن المستشفى الميداني يقدم الخدمات الأكبر من بين المستشفيات الأخرى. «عكاظ» التقت الدكتور بدر السمحان المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا في مخيم الزعتري وحاورته وخرجت بهذا الحوار: بداية أعلنتم عن فتح باب التبرعات لنصرة الأشقاء في سوريا.. حدثونا عن تلك التبرعات؟ في الواقع هناك تفاعل شعبي كبير وتدفق مستمر للتبرعات من الشعب السعودي الكريم لأشقائه السوريين عبر الحساب الموحد للحملة الوطنية السعودية في البنك الأهلي التجاري، إضافة لمواقع جمع التبرعات العينية في العاصمة الرياض ومختلف مناطق المملكة، إلى جانب استحداث خاصية التبرع عبر الرسائل القصيرة. الحملات الوهمية الحملات الوهمية كثرت في الآونة الأخيرة .. كيف تواجهون تلك الحملات؟ الشعب السعودي شعب واعٍ وحريص على تحري صدقاته وتبرعاته التي يقوم بالتبرع بها للجهات الرسمية، كما أن الحملة انطلقت بتوجيهات سامية وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الإغاثية، لتكون الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بجمع التبرعات للأشقاء في سوريا. الخدمات الطبية حدثنا عن المستشفيات الطبية في مخيمات اللاجئين؟ تقدم الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا خدمات طبية متنوعة، ومن ضمن برامجنا في الجانب الطبي العيادات التخصصية السعودية في مخيم الزعتري التي تضم 12 عيادة في مختلف التخصصات والأقسام كما أنها مزودة بمختبرات أشعة وتحاليل وصيدلية حيث تقوم الحملة بتأمين كل ما يلزم من معدات وأدوية بشكل دائم ومستمر، إلى جانب شحنات من المستلزمات الطبية و (10) سيارات إسعاف في تركيا واثنتين في لبنان قامت الحملة بتأمينها للمستشفيات والجمعيات التي تقدم الخدمة الطبية للأشقاء السوريين، كما قامت الحملة بتغطية حوالى (400) حالة ولادة قيصرية وطبيعية في الأردن إلى جانب (1000) حالة ولادة في لبنان وتكفلت بنفقات علاج جرحى أحداث القصير. خدمات الإسكان ماذا عن الكرافانات وكم عددها في جميع المخيمات؟ تدخل الكرافانات في المحور الإيوائي الذي توليه الحملة اهتماما كبيرا كونه يشكل العبء الأكبر على كاهل الأشقاء اللاجئين السوريين، وتنوعت برامج الحملة في هذا المحور إذ قامت بتأمين أكثر من (3000) شقة سكنية لعائلات المصابين والأرامل وأمهات الشهداء في كل من الأردنولبنان، بالإضافة لقيام الحملة باستبدال مئات الخيام في مخيم الزعتري حيث بلغ عدد الوحدات السكنية الجاهزة (كرفان) التي تم تأمينها لعائلات وأسر الأشقاء السوريين ما مجموعه (3656) وحدة سكنية جاهزة، كما بلغ العدد الإجمالي لما تم توزيعه من الخيام على اللاجئين السوريين في تركياوالأردن نحو (17) ألف خيمة. لا تحديات ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم ؟ لا نواجه أي تحديات بحمد الله وفضله. التأكد من وصول التبرعات لمستحقيها ما ردكم على من يشكك بوصول الإعانات العينية والنقدية كاملة للأشقاء في سوريا؟ الاستفسار والتأكد من وصول هذه التبرعات والإعانات سواء كانت عينية أم نقدية هو حق لكل متبرع سعودي ونحن نرحب بها، وتقوم الحملة بشكل مستمر بتوثيق كل ما يتم إنجازه وتوزيعه ونشره بالتفصيل عبر مختلف وسائل الإعلام والاحتفاظ به بسجلاتها للرجوع له حين تقتضي الحاجة لذلك. تسهيلات أردنية تركية ولبنانية ما مدى الجهود التي تقدمها السلطات الأردنية والتركية واللبنانية معكم.. وهل من تسهيلات خاصة لدخول المساعدات العينية عبر الحدود؟ نستغل هذه المساحة لنتوجه بالشكر لحكومات الدول المستضيفة للأشقاء اللاجئين السوريين، حيث تتحمل الكثير من الأعباء نتيجة استمرار الأزمة ومع ذلك فهي تقدم للحملة الوطنية السعودية الكثير من التسهيلات والإعفاءات الجمركية على المساعدات التي يتم إدخالها، إيمانا من هذه الدول بأن المسؤولية مشتركة للتخفيف من هذه المأساة الكبيرة التي تحتاج إلى تكاتف الجهود. لا مساعدات نقدية مباشرة المساعدات النقدية.. كيف تصل للاجئين ؟ الحملة الوطنية السعودية لا تقدم أي مساعدات نقدية مباشرة، ولكن يتم استخدامها في تنفيذ البرامج في مختلف الجوانب الإغاثية، الإيوائية، الطبية، الغذائية، الموسمية، التعليمية والاجتماعية التي يستفيد منها الأشقاء السوريون النازحون في الداخل السوري واللاجئون منهم في دول الجوار. توصيل المساعدات للداخل السوري حدثنا عن جهودكم في توصيل المساعدات للداخل السوري؟ تولي الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين اهتماما كبيرا بالنازحين السوريين في مختلف مناطق الداخل السوري لاسيما المنطقتين الجنوبية والشمالية، حيث كانت الحملة من أوائل المنظمات القليلة التي تغطي مساعادتها هذه المناطق، ونعمل بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين والمنظمات المساندة لنا في إيصال قوافل المساعدات المتنوعة إلى المنطقة الجنوبية من الداخل السوري التي تضم محافظة درعا وريف حوران عبر الحدود الأردنية السورية ووصل مجموع القوافل إلى 16 قافلة مساعدات برية، إضافة إلى إيصال المساعدات للمنطقة الشمالية التي تضم محافظتي ادلب وحلب وريفهما عبر معابر باب السلامة وباب الهوى على الحدود التركية السورية حيث تم إلى الآن تسيير (23) قافلة إلى هناك. صعوبات القصف الجوي ما هي الصعوبات التي تواجهونها في توصيل الإعانات للداخل السوري؟ الصعوبة الوحيدة التي تواجهنا أحيانا هي إيصال المساعدات وتوزيعها على المناطق التي تدور فيها الاشتباكات، أحيانا نقوم بإدخال المساعدات وننتظر لأسابيع ليبدأ توزيعها بسبب القصف الجوي أو الاشتباكات في المناطق المنكوبة. توظيف اللاجئين ما هي جهودكم في توظيف اللاجئين السوريين في المخيمات لتعود الفائدة لهم؟ تحرص الحملة بشكل حثيث على مساعدة الأشقاء السوريين بشتى الطرق وتوفير فرص عمل لهم في المناطق التي يوجد بها كيانات للحملة ويتم إعطاء الأولوية للموظف السوري اللاجئ داخل المخيم لتحسين واقعه المعيشي حيث تصل نسبة الموظفين السوريين في العيادات التخصصية السعودية بمخيم الزعتري إلى نحو 80% من إجمالي الموظفين. المنظمات العالمية وجهود الحملة ما مدى انطباع المنظمات والهيئات العالمية للجهود التي تقدمها الحملة؟ تحظى الحملة الوطنية السعودية بوافر من الاحترام والتقدير من مختلف المنظمات والهيئات ذات الأهداف المشتركة، نظرا لأهمية ما تقوم به لاسيما في العيادات التخصصية السعودية التي تستقبل وتعالج الحصة الاكبر من الحالات المرضية في مخيم الزعتري ولانزكي على الله أحدا. بيع المعونات يحرص عدد من اللاجئين على بيع بعض المعونات التي تقدمها الحملة.. هل تمانعون في ذلك؟ نحن في الحملة نقوم بتوزيع الإعانات على اللاجئين ولا نشترط بيعها أو استخدامها، فلو قام اللاجئ ببيع الإعانات التي ربما تكون زائدة عن حاجته والإفادة من مبلغها فلا مانع من ذلك. شكرا للشعب السعودي كلمة أخيرة ؟ في الختام نعزي أنفسنا بوفاة قائد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وندعو الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مهمته، كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر للشعب السعودي الكريم على مواقفه الإنسانية الصادقة والخالصة إلى جانب أشقائهم السوريين حيث لمسنا خلال الأيام الأخيرة تفاعلا كبيرا على كافة المستويات الرسمية والشعبية في مملكة الإنسانية، ولاحظنا استمرار تدفق التبرعات للأشقاء السوريين، ونسأل الله العلي القدير أن يجعل هذه الأعمال في ميزان المتبرعين والمساهمين بها والقائمين عليها وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر ويرد الأشقاء السوريين إلى بلادهم سالمين آمنين. مخيم الزعتري يحتضن 120 ألف لاجئ على بعد عشرين كيلومترا إلى الجنوب من الحدود السورية الأردنية يقع ثاني أكبر تجمع للاجئي العالم في منطقة الزعتري للاجئين السوريين، يعيش فيه مايقارب ال 120 ألف لاجئ معظمهم من النساء والأطفال، ممن فروا من نيران النظام السوري بحثا عن الحياة ليسكنوا في «كرافانات» صغيرة، يصارعون فيها هجمات البرد والثلوج في الشتاء والغبار وحرارة الشمس في فصل الصيف، ويتلقون المساعدات من بعض الدول العربية والمفوضيات والهيئات. الأغلبية العظمى من ساكني المخيم فروا من محافظة درعا بجنوب سوريا، حيث اندلعت أولى الاحتجاجات التي دعت إلى التغيير قبل ثلاثة أعوام من هناك، ومايميز السوريين عن غيرهم أنهم قادرون على التكيف في جميع الأجواء والظروف ويعتمدون على أنفسهم في توفير حاجاتهم وابتكار كل مايساعدهم على ذلك، فثقافة «البزنس» تتواجد بينهم في المخيم، حيث يحاول السوريون الذين تركوا كل شيء وراءهم أن يعيشوا حياة طبيعية قدر الإمكان، ففي شارع «الشانزلزيه» كما يحلو لسكان المخيم تسميته قاموا بتحويل الكرفانات إلى محلات تجارية للبيع والشراء فيما بينهم، فتجد محلات لبيع المواد الغذائية، الصالونات، الملاحم، أندية الانترنت وغيرها من المحال، بل إن بعضهم استثمر بعض الكرفانات في تأجيرها للزوار القادمين من خارج المخيم. اللاجئون السوريون أشادوا بالجهود الكبيرة والمساعدات العينية والمادية التي تقدمها المملكة العربية السعودية لهم، مشيرين إلى أنها تختلف عن غيرها من المساعدات التي تقدم من دول أخرى سائلين المولى جلت وقدرته أن يحفظ المملكة من كل مكروه وأن يرحم الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.