الحيرة التي يواجهها أهالي المدينةالمنورة في البحث عن أماكن للترفيه، تصيب أيضا الزوار الذين يتوافدون في الإجازات المدرسية لقضاء بعض الوقت في المسجد النبوي الشريف والاستمتاع بالأجواء التي تتوفر في طيبة الطيبة، في ظل تضاؤل فرص الترفيه فيما عدا منتزه البيضاء وحديقة الملك فهد. وتبقى المولات التجارية المنتشرة في أنحاء المدينةالمنورة هي المتنفس الوحيد الذي يستقطب الكثير من الأهالي في التسوق وقضاء الوقت عند الصالة الرئيسية للأسواق الخاصة في المطاعم والذهاب إلى المقاهي والاستراحات للشباب، في وقت أغلقت أمانة المدينة ملاهي الترفيه ولم توفر بدائل؛ بذريعة أن تتيح الحدائق العامة المجانية للجميع. ويطالب الأهالي بإيجاد متنفس لهم من خلال إنشاء مدن سياحية تتواكب مع جميع المتغيرات الحالية للمنطقة في ظل أعمال مشاريع التوسعة الجديدة وتغير خارطة المنطقة. ومع أجواء الشتاء التي تعيشها المدينةالمنورة، لجأ البعض إلى الحلول الفردية (كشتات برية، استراحات ورحلات بحرية إلى الرايس وينبع) وهناك من يفضل التخييم والكشتات البرية خاصة بالقرب من منتزه البيضاء البري الذي يشهد في هذه الفترة إقبالا كبيرا من الزوار للاستمتاع بأجوائه حيث يفضل الكثير من هواة الكشتات قضاء أوقاتهم هناك. وغالبا ما يفضل الأهالي الاتجاه إلى المناطق البرية القريبة مثل طريق تبوك وطريق القصيم وطريق الهجرة، بينما يفضل البعض الآخر قضاء الإجازة في مساكن واستراحات ومزارع في القرى والهجر. يرى المواطن مراد برزنجي أن المدينةالمنورة ينقصها الكثير من المدن السياحية الترفيهية خاصة للعائلات والأطفال وحتى الحدائق تنقصها الكثير من الخدمات، لذلك قد يتجه الشباب إلى أي مكان في البر للترويح عن نفسه لكن تظل مشكلة العائلات والأطفال قائمة حيث لا خيار أمامهم سوى الأسواق والمطاعم، لافتا إلى خلو المدينة من مدن الترفيه للأطفال خاصة بعد إغلاق مجموعة من الملاهي الخاصة، بالإضافة إلى غياب المقومات السياحية الجاذبة، مؤكدا أن الحلول المؤقتة لا تخدم الأهالي، مناشدا الجهات المعنية بقطاع السياحة توفير مواقع ترويحية للعائلات والأطفال وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين لإنشاء مدن ترفهية حيث لا يوجد متنفس حقيقي للعائلات في المنطقة. رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية في المدينةالمنورة وعضو مجلس الإدارة عبدالغني حماد الأنصاري أكد أن قضية الترفيه أزلية في المنطقة وللأسف لا توجد خارطة لها، مضيفا أن انعدام المتنفسات الترفيهية تتسبب في العديد من السلبيات وارتفاع أعداد المرضى في المستشفيات -على حد قوله- وإن وجد لا يخرج عن العادات والتقاليد والشرع، في حين نحتاج إلى مسرح حقيقي وحدائق متخصصة للفنون وتفعيل دور النادي الأدبي في الإجازة وإقامة أمسيات شعرية للجانب الرجالي والنسائي وأندية رياضية متخصصة للنساء وجمعية للثقافة والفنون وجميع البرامج والأنشطة السياحية بحيث تجتمع الجهات المعنية مع هيئة السياحة لرسم خارطة طريق للترفيه في المنطقة بدلا من الاعتماد على الحلول المؤقتة، لافتا إلى أن المستثمرين يواجهون العديد من العقبات في سبيل إنشاء مدن ترفهية، حيث سبق أن أعلن عن إنشاء شركة متضامنة للترفيه في المنطقة ولم يتقدم أي مستثمر للمشروع، في حين تم إلغاء خمس مدن ترفيهية للأطفال خلال الفترة السابقة، مشيرا إلى حاجة المنطقة إلى قرية ترفيهية مكتملة الخدمات، كاشفا أن غرفة المدينة بصدد إنشاء جمعية شبابية للترفيه للاستفادة من طاقاتهم الكامنة. من جهته، أوضح ل«عكاظ» الناطق الإعلامي لأمانة المدينةالمنورة ومساعد وكيل الخدمات المهندس يحيى سيف أن إغلاق الملاهي الترفيهية في المدينةالمنورة بناء على تعميم من وزارة الشؤون البلدية والقرية حيث إن الملاهي المغلقة كانت تستغل حدائق تابعة للأمانة وتؤجر لها، مؤكدا أن الأمانة عرضت على المستثمرين أراضي بيضاء لاستغلالها كمدن ملاهٍ وترفيه، بعيدا عن الحدائق التي تعد متنافسا طبيعيا للمواطنين والمقيمين، لافتا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على الحدائق، خاصة على حديقة الملك فهد، وهناك حاجة لزيادة أعداد الحدائق والاهتمام بمحدودي الدخل.