مع بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، كيف يقضي سكان طيبة الإجازة في ظل عدم وجود متنفس لهم خلافا للأسواق والمولات التجارية التي أصبحت تستقطب الكثير من الأهالي في التسوق وقضاء الوقت عند الصالة الرئيسية للأسواق الخاصة في المطاعم والذهاب إلى المقاهي والاستراحات؟ فيما يتساءل الكثير من الأهالي: لماذا أغلقت الأمانة أربع ملاهٍ للأطفال ولم توفر البديل؟ مطالبين بإنشاء قرية ترفيهية تتوفر لها كل مقومات الجذب السياحي وأندية وجمعيات تهتم بالشباب خلافا للأندية الرياضية؟ وأسئلة كثيرة تطرح نفسها من واقع المشهد السياحي بالمنطقة. ومع أجواء الربيع التي تعيشها المدينةالمنورة، لجأ البعض إلى الحلول الفردية (كشتات برية، مزارع، استراحات ورحلات بحرية إلى الرايس وينبع) وهناك من يفضل التخييم والكشتات البرية خاصة في ظل قرب منتزه البيضاء البري الذي يشهد في هذه الفترة إقبالا كبيرا من الزوار للاستماع بأجوائه حيث يفضل الكثير من هواة الكشتات قضاء أوقاتهم هناك. وغالبا ما يفضل الأهالي الاتجاه إلى المناطق البرية القريبة مثل طريق تبوك وطريق القصيم وطريق الهجرة، بينما يفضل البعض الآخر قضاء الإجازة في مساكن واستراحات ومزارع في القرى والهجر. يقول علي عبدالرحمن بن نصار، المدينة تنقصها الكثير من المدن الترفيهية خاصة للعائلات والأطفال وحتى الحدائق تنقصها الكثير من الخدمات ولذلك قد يتجه الشباب إلى أي مكان في البر للترويح عن نفسه لكن تظل مشكلة العائلات والأطفال قائمة حيث لاخيار أمامهم سوى الأسواق والمطاعم. ويقول سمير عبدالرحمن، لا يتوفر في المدينة حاليا مدن ترفيهية للأطفال بعد إغلاق مجموعة من الملاهي الخاصة بهم ولذلك يفضل البعض قضاء الإجازة في المزارع للاستمتاع بمناظر النخيل والأشجار ويجتمع أفراد العائلة في المساء على العشاء وشرب القهوة والحليب وبذلك اصبحت المزارع متنفسا للكثيرين خاصة أن المنطقة تزخر بالكثير من المزارع سواء في الجهة الشمالية على طريق تبوك أو في الجهة الجنوبية على طريق الهجرة أو الجهة الشرقية على طريق القصيم. عبدالعزيز مسند يقول إن المدينة ينقصها الكثير من المقومات السياحية الجاذبة وإن الحلول المؤقتة لا تخدم الأهالي وأصبحت مكررة، معربا عن أمله في أن تهتم الجهات المعنية بقطاع السياحة وتوفير مواقع ترويحية للعائلات والأطفال وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين لإنشاء مدن ترفهية حيث لا يوجد متنفس حقيقي للعائلات في المنطقة. رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية في المدينةالمنورة وعضو مجلس الإدارة عبدالغني حماد الأنصاري أكد أن قضية الترفية أزلية في المنطقة وللأسف لا يوجد خارطة لها، مما ينجم عن عدم وجود متنفس ترفيهي الكثير من السلبيات وارتفاع أعداد المرضى في المستشفيات، وإن وجد لا يخرج عن العادات والتقاليد والشرع، في حين نحتاج إلى مسرح حقيقي وحدائق متخصصة للفنون وتفعيل دور النادي الأدبي في الإجازة وإقامة أمسيات شعرية للجانب الرجالي والنسائي وأندية رياضية متخصصة للنساء وجمعية للثقافة والفنون وجميع البرامج والأنشطة السياحية بحيث تجتمع الجهات المعنية مع هيئة السياحة لرسم خارطة طريق للترفية في المنطقة بدلا من الاعتماد على الحلول المؤقتة، لافتا إلى أن المستثمرين يواجهون العديد من العقبات في سبيل إنشاء مدن ترفهية حيث سبق أن أعلن عن إنشاء شركة متضامنة للترفية في المنطقة ولم يتقدم أي مستثمر للمشروع، في حين تم إلغاء خمس مدن ترفهية للأطفال خلال الفترة السابقة، مشيرا إلى حاجة المنطقة إلى قرية ترفيهية مكتملة الخدمات، كاشفا أن غرفة المدينة بصدد إنشاء جمعية شبابية للترفيه للاستفادة من طاقاتهم الكامنة.