عادت المدن الترفيهية إلى واجهة اهتمامات الأسر السعودية في المنطقة الوسطى، بعد حالة من الركود عاشتها خلال الشهرين الماضيين اللذين أعقبا الإجازة الصيفية وعيد الفطر المبارك، حيث فتحت أبوابها عصر أمس للمتنزهين، وسجلت نسبة إشغال تصل إلى 90 %، ويجد السعوديون في المدن الترفيهية متنفسا حقيقيا لأطفالهم، بينما تفضل أعداد كبيرة من أهالي المناطق الساحلية الشاليهات والوجهات البحرية. ويقول عبدالكريم الشيخ أحد المستثمرين في المدن الترفيهية إن مواسم الأعياد تعتبر الأفضل بالنسبة لهم، فنسبة الإقبال تزيد لتصل إلى 90 % تقريبا، وهو ما يسهم في تعويض الخسائر التي يكتبدها المستثمرون خلال الموسم، ويضيف: «خيارات الأسر السعودية محدودة في المدن غير الساحلية كالرياض، حيث تجد المدن الترفيهية إقبالا كبيرا، تليها المنتجعات والحدائق، أما في الشرقيةوجدة فإن الشاليهات تأتي في الدرجة الأولى ثم الرحلات البحرية على الشواطئ وأخيرا التسوق». جذب سياحي وأشار إلى أن الأسعار تختلف باختلاف المكان والزمان بحيث تصل أسعار بعض الشاليهات إلى 20 ألفا لقضاء الأيام الخمسة الأولى من العيد، بينما تبقى أسعار الألعاب الترفيهية ثابتة في معظم الأوقات، وإن زادت فإن الزيادة تكون معقولة وفي حدود بسيطة جدا. وأضاف أن الرياض هي الأولى من حيث الوجهات الاستثمارية للمستثمرين، تليها المنطقة الشرقيةوجدة كونها مناطق ذات جذب سياحي، تليها المناطق الأخرى مثل أبها وحائل. واعتبر الاستثمار في مجال المدن الترفيهية مربحا جدا: «الاستثمارات الجيدة حققت إيرادات في جدة على سبيل المثال فاقت ال 150 مليونا في الأعياد والمناسبات، بينما حققت قرابة 200 مليون في الأيام الوطنية للمملكة، وسجلت الأسعار انخفاضا في مواسم الشتاء نظرا لقلة الإقبال في هذا التوقيت». متنفس للصغار ويعتبر المواطن مبارك فضل أن المدن الترفيهية في الرياض إحدى أهم وسائل الترفيه: «أتيت مع عائلتي لإحدى المدن الترفيهية كونها مكانا جيدا لاستقطاب العائلات وبالأخص الأطفال فهي المكان المفضل بالنسبة لهم، نفكر في قضاء أول أيام العيد في الترفيه، على أن نزور الأهل والأقارب ونصل أرحامنا في الأيام المتبقية». وعن سر اختياره المدن الترفيهية يجيب: «أحب زيارة المدن الترفيهية في أوقات العيد وفي الإجازات السنوية والأسبوعية، وأعتقد أن هناك تطورا كبيرا للمدن الترفيهية خصوصا في الرياض؛ حيث أصبح بالإمكان التنقل فيما بينها بعد أن كانت أعدادها محدودة في وقت سابق والخدمات التي تقدم فيها عادية جدا». وأكد محسن صالح أن ما يقوده إلى المدن الترفيهية هم أطفاله: «يجدون راحتهم فيها، يلهون ويلعبون، لذة العيد نجدها معهم في هذه الأماكن؛ لذا نحرص سنويا على التواجد في المدن الترفيهية إلى جانب أطفالنا». ويضيف: «اعتدنا على التوجه إلى مدن الترفيه في جميع المناطق التي نقصدها، وفي هذا العيد قررنا البقاء في الرياض لقصر الإجازة وكون المدن الترفيهية متطورة جدا هنا ومنتشرة وبأسعار ممتازة جدا». الترفيهية.. طاردة للعزاب وعلى النقيض تماما، يرى نايف علي أن الرحلات البرية هي الأنسب في هذا التوقيت خصوصا مع تحسن الأجواء: «المدن الترفيهية لا تغريني كثيرا في هذا التوقيت، فلا يوجد فيها أماكن للعزاب بالتالي هي آخر اهتماماتي».. ويضيف: «أفضل قضاء أيام العيد في البر بصحبة الأصدقاء، حيث نشد الرحال إلى هناك بعد أن نعايد الأهل والأصدقاء، والبر هو أحد خياراتنا إلى جانب السفر إلى الخارج أو استئجار استراحة نجتمع فيها مع الأصدقاء لقضاء الوقت بعيدا عن روتين الحياة حيث نتحرر من جميع القيود». وأشار إلى أن أمانة الرياض وفرت حدائق للشباب ويعتبرها من المشاريع الممتازة لكنها لا يقصدها باستمرار لأنه يجد راحته في البر أو الاستراحات الشبابية. وأظهر تقرير أصدرته هيئة السياحة والآثار الأسبوع الماضي ازدهار التنمية السياحية واستقطاب الزوار، حيث بلغ عدد الرحلات السياحية المحلية 4.2 مليون رحلة في 2009 بعد أن كانت 3.8 مليون رحلة في 2008 بزيادة 10 %، بينما ارتفع عدد الرحلات السياحية الوافدة من 1.6 مليون رحلة في عام 2005 إلى 2.2 مليون رحلة .