قدم المستشفى السعودي في مخيم الزعتري خدمات الرعاية الطبية لنحو 140 ألف حالة العام الماضي، وقال المدير الطبي للعيادات الدكتور محمد إسماعيل الزعبي، إن العيادات شهدت نقلة نوعية خلال عام 2014، بارتفاع أعداد المستفيدين والأنشطة المتنوعة التي نفذتها. وأضاف أن العيادات تعاملت مع نحو (140729) حالة موزعة على 12 عيادة طيلة 52 أسبوعا، فيما صرفت صيدلية العيادات (71450) وصفة طبية، إلى جانب (5110) فحصا وتحليلا أجراها مختبر العيادات الذي يعد الأحدث من نوعه في مخيم الزعتري. وتحدث أخصائي الأطفال الدكتور حسن حرب عن استقبال بين 60-80 طفلا يوميا في عيادتين، مشيرا إلى أن أغلب الحالات تركزت في التهاب القصيبات الشعرية للرضع، والتنفس والتهاب البلعوم بسبب برودة الطقس. وقال إن الالتهاب الكبدي أكثر الأمراض انتشارا بين الأطفال. وتستقبل العيادة النفسية حسب المرشدة الاجتماعية «إيمان» بين 15 - 20 مريضا يوميا لتقديم العلاج النفسي الأولي، فيما تعالج المرحلة الثانية حالات الاكتئاب والقلق، وتكون المرحلة الثالثة مع الأطباء النفسيين للحصول على الدواء للمريض. وقالت إن العيادات تعالج الأطفال المتعرضين لاضطراب ما بعد الصدمة نتيجة آثار الحرب، ومن يحتاجون للعلاج خارج الزعتري يتم التواصل مع المستشفيات المتخصصة في الأردن لاستكمال علاجهم. وقد أطلقت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين، برنامجها الإغاثي الطبي الجديد «نمو بصحة وأمان» الهادف لتوفير كميات من الحليب للأطفال والرضع لمدة 12 شهرا. وجاء هذا المشروع نتيجة توجه الجهات الطبية العاملة في مخيمات اللاجئين لتعزيز الرضاعة الطبيعية، وحث الجهات المتبرعة على عدم توزيع الحليب داخل المخيمات بشكل عشوائي لما قد يسببه من عوارض صحية نتيجة ظروف إعداد جرعات الحليب التي تفتقر للشروط الأساسية من حيث التعقيم والنظافة. وأوضحت مشرفة التغذية في منظمة حماية الطفل سرى السمان ل «عكاظ»، أن الرضاعة الطبيعية الأفضل لصحة الطفل وأن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يكتسبون مناعة أكثر من أقرانهم الذين يرضعون رضاعة صناعية. من جهته، أفاد المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين الدكتور بدر السمحان، أن هناك حاجة ماسة للأطفال الرضع في مخيمات اللجوء لمادة الحليب نتيجة نقص هرمون الحليب لدى الأمهات جراء سوء التغذية والحالات النفسية ووجود العديد من الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم خلال الحرب، ما دعا الحملة الوطنية السعودية لإعداد برنامج لتوزيع مادة الحليب الصحي البديل (صحة 1 وصحة 2)، ليكون الأول من نوعه ضمن النهج المتبع والآلية المثلى التي توصي بها الجهات الطبية. وأكد السمحان أن الحملة ومنذ إنشاء العيادات التخصصية السعودية كانت وما زالت حريصة على دعم المحور الطبي من خلال التطوير المستمر للعيادات التخصصية والرقي بها حتى أصبحت توازي في جودة خدماتها أفضل مشافي المنطقة. وقال إن الحملة الوطنية السعودية تعمل بشكل دائم على تزويد العيادات التخصصية بأحدث المستلزمات والتجهيزات والكوادر الطبية والأدوية بمختلف أنواعها، وأضاف أن آخر هذه التجهيزات إنشاء مختبر حديث ومتكامل في العيادات هو الأول من نوعه في الزعتري لتأمين عدة أجهزة للفحوصات والتحاليل المخبرية، منها الجهاز الكيميائي (Coppas c111) الذي يقوم بتحاليل لأمراض السكر والكلسترول والشحوم والتحاليل البولية والدموية وتشخيص حالة الكلى والكبد والعظام، وجهاز (Cpc) الذي يستخدم في فحوصات وتحليل تعداد الدم الكامل، إلى جانب توفير مجهر (microscope) يساعد على عمل تحاليل المزارع الجرثومية، وجهاز (Coppas c411) الذي يستخدم في عمل تحاليل للهرمونات خصوصا فيما يتعلق بالغدة الدرقية والتحاليل النسائية والذكرية والتهاب الكبد الوبائي فئة B. وأشار إلى أن الحملة ستواصل خلال عام 2015 القيام بواجبها الإنساني تجاه الأشقاء السوريين بدعم من الشعب السعودي وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الإغاثية السعودية، عبر تنفيذ المزيد من البرامج لمصلحة الأشقاء اللاجئين على مختلف الأصعدة الطبية والإغاثية والإيوائية والاجتماعية والموسمية.