يعيش اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري في الاردن حياة مزرية تفتقد لأبسط احتياجات الحياة الكريمة منذ اكثر من ثلاث سنوات مع استمرار النظام الاسدي البربري القميء في عمليات القتل والتهجير للشعب السوري الذي يناضل من اجل كرامته. في الحلقة الماضية رصدنا في جولتنا الحياة في شارع «الشانزليزيه» ذلك الشارع المكتظ بالمحلات التجارية. وفي الحلقة الثانية خرجنا من شارع «الشانزليزيه» وتوغلنا بين الكرفانات رغبة بالالتقاء بالعائلات في سكنهم المليء بالقصص والحكايات الدامية والتي تعكس بربرية النظام الاسدي القميء. وما لفت نظرنا في جولتنا هو حرص اللاجئين السوريين على نظافة منازلهم والطرقات المؤدية لها. ومن الواضح ان الشاي والقهوة و«المتة السورية» والنارجيلة وصوت فيروز لا يمكن أن تغيب عن منازل اللاجئين، كذلك التلفاز والمذياع لا يفارقهم حيث يتابعون بدقة كل صغيرة وكبيرة عن وضع بلادهم المزري، متمسكين ببصيص أمل أن يسقط النظام ويعودون إلى بلادهم بأسرع وقت ممكن. اللاجئون السوريون ورغم مآسيهم يحرصون على السهر ويشكون همومهم لبعضهم البعض. اقتربنا من أبو صهيب (40 عاما) وسألناه عن الوضع في المخيم، أجاب: الجميع يعيش حياة طبيعية بعد أن رضخوا للأمر الواقع في ظل تأزم الأوضاع في سوريا وصعوبة العودة مجددا وسط النيران والقذائف من قبل النظام السوري. واضاف ان الاحتفالات تتم بالمخيم، والزواجات، وكافة الطقوس الموجودة في سوريا، بالإضافة إلى توفر كل شيء من مأكل ومشرب وملبس وغيره. توقفنا عند أحد الكارفانات والتي يسكن بها اللاجئ السوري عساف الصبيحي (45 عاما) هو وزوجته و3 من أبنائه، حيث أفاد الصبيحي «وصلت هنا للمخيم في عام 2013 بصعوبة عن طريق معبر تل شهاب بعد أن ساءت الأوضاع في بلادي، وسكنت في البداية بمخيم ولكن فاعلا للخير تبرع لي بكارفان واشتريت كارفانا آخر بمبلغ 150 دينارا أردنيا. وأضاف الصبحي انه يتم توفير الكهرباء والماء مجانا لنا وتصلنا التبرعات خصوصا من الحملة السعودية للإغاثة. وعن جدوله اليومي وكيف يقضيه يقول: يومي أقضيه الصباح في الجامع حيث أصلي الفجر وأعود وأنام لساعتين ثم نتناول أنا وابنائي طعام الإفطار بعدها أقرأ القرآن وأتابع التلفاز. وزاد: لا يشغلنا إلا وضع بلادنا التي دمرت بيد الطاغية بشار وأعوانه، لا نعلم ما هو مستقبلنا ولا نعلم متى سنعود. توجهنا بعدها إلى كارفان آخر وطرقنا الباب وخرج لنا لاجئ سوري يدعى عمار سالم (40 سنة) من محافظة درعا السورية وهو أب ل5 أطفال، استقبلنا بكل حفاوة، وسألناه عن وضعه ومتى وصل الى المخيم، حيث قال عمار: وصلت قبل سنة وستة أشهر إلى المخيم بصعوبة وعن طريق الحواجز، وتجاوزت منطقة وعرة استمرت لمدة اسبوع حتى وصلنا الى الحدود الأردنية واستقبلونا الاردنيين بكل حفاوة. وعن كيفيه متابعته لأوضاع بلاده، يقول عمار: لا يوجد لدي تلفاز ولا أريده فالأخبار لا تسر لا صديق ولا حبيب، ولكن نحن ندعو الله ليلا ونهارا أن يعيد لنا ديارنا التي دمرها النظام السوري. واصلنا رحلتنا بين المخيمات وشاهدنا عددا من الأطفال يلعبون الكرة في إحدى الساحات الفارغة، اقتربنا منهم والتقينا أحدهم يدعى أحمد علي (14 سنة) وهو من سكان درعا، حيث قال: نلعب يوميا مع أصدقائي، ولا ندرس لعدم وجود مدارس متخصصة، نتمنى أن نعود لديارنا وأهلنا في الشام قريبا. قصص ومآسي اللاجئين السوريين مستمرة مع استمرار النظام الاسدي بسياسة القتل والتدمير للشعب السوري الذي يناضل من أجل كرامته التي سيتحصل عليها عاجلا أم آجلا.