ما جدوى مشاريع درء السيول والأمطار في محافظة جدة وحجم إنجازها في اول اختبار حقيقي تشهده المحافظة بعد اربع سنوات من العمل على انشائها وفي ظل تزايد الحديث عن جدوى تلك المشاريع، والتباسها مع مشاريع تصريف مياه الامطار. «عكاظ» حاورت صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة الذي طالب بدءا بالتفريق بين مشاريع درء مخاطر السيول والأمطار عن محافظة جدة وبين مشاريع تصريف الامطار في المدينة، مبينا انهما مشروعان منفصلان لا رابط بينهما.. وإلى نص الحوار: شهدت المحافظة مؤخرا هطول امطار غزيرة شكلت اختبارا حقيقيا للمشاريع التي تم الاعلان عن انشائها خلال السنوات الماضية فما تقييمكم لها؟ - لا شك ان مشروع خادم الحرمين الشريفين لحماية المحافظة من السيول بإنشاء قنوات وسدود قد اثبتت الاحداث الماضية انه حقق الهدف المنشود منه بدرء أخطار سيول تقدر بضعف السيول التي حدثت في شهر صفر عام 1432ه، وشملت الأمطار مساحة شاسعة تمتد من وادي الخمرة جنوبا الى وادي كراع شمالا بلغت كميتها ما بين 102 إلى 120 ملم، ما يعني أن جملة الأمطار الهاطلة بلغت 6 إلى 9 مليارات متر مكعب من المياه وهي كمية تعادل نصف الاستهلاك السعودي السنوي من المياه. وبفضل الله تعالى حققت تلك المشاريع التي أمر بها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الخير والعطاء الهدف المنشود منها بدرء أخطار السيول عن مدينة جدة، ما جنبها تكرار ما عانت منه في 2009، 2011م. أشرتم الى ان قنوات السيول اثبتت فنيا كفاءتها، الى اين وصل العمل فيها؟ - بفضل الله تعالى اثبتت مشاريع تصريف السيول والقنوات كفاءتها وحقق مشروع تصريف مياه الامطار والسيول بمحافظة جدة خطوات كبيرة وضخمة في الانجاز وقد تم الانتهاء من مشاريع تصريف السيول خلال السنوات الماضية حسب ما هو مقرر في تلك الفترة والتي تتضمن انشاء قنوات وسدود صممت لصد وتصريف سيول منقولة تقدر ب100 مليون متر مكعب عن مدينة جدة، مصدرها الأودية الواقعة شرق مدينة جدة وقد اثبتت هذه القنوات فنيا كفاءتها العالية ولو لم توجد للحقت بجدة عواقب وخيمة. هل تم رصد أي سيول او مخاطر على المحافظة إبان الامطار الاخيرة؟ - خلال الفترة الماضية شهدت محافظة جدة أمطارا غزيرة على مواقع متعددة من مدينة جدة نتجت عنها سيول قدرت بملايين الأمتار المكعبة تم استيعابها وذلك بفضل من الله ثم بما تم تشييده من قنوات وسدود صدت تدفق السيول الى المدينة، وهذه المشاريع الدائمة لتصريف مياه السيول والأمطار بجدة من المشاريع الضخمة على المستوى العالمي قياسا بحجم العمليات الانشائية والمدة الزمنية في تنفيذها والتي كانت قياسية ووفق أعلى المستويات وأفضلها، وقد اشارت التقارير الصادرة الى ان سد وادي غليل صد كميات من المياه القادمة من الشرق، وقد جرت السيول بالقنوات التالية؛ وادي عشير، القناة الجنوبية، القناة الشرقية، الخمرة، وقناة المطار. ماذا عن الانفاق التي اشرفت عليها ادارة المشروع؟ - فريق العمل من المختصين عمل على تفقد المواقع التي كلف بها المشروع من انفاق أثبتت كفاءتها حيث شهدت الانفاق الخمسة التابعة للمشروع انسيابية في الحركة المرورية اثناء وبعد هطول الامطار، على سبيل المثال تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الأمير سلطان ونفق الملك عبدالله مع طريق الملك فهد ونفق طريق الامير ماجد مع شارع الروضة. رصد سكان المحافظة عقب هطول الامطار حدوث تجمعات مائية وهو ما دعاهم الى نفي الفائدة من تلك المشاريع. - أطالب بضرورة التفريق بين مشاريع درء مخاطر السيول والأمطار عن محافظة جدة التي امر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ايده الله لإيجاد حلول عاجلة وجذرية لما تتعرض له محافظة جدة وأهلها من مخاطر السيول، وبين مشاريع تصريف الامطار التي هي جزء من مهام ومسؤوليات الجهات المعنية الأخرى التي لديها برامج على فترات زمنية لتغطية جميع الأحياء، وكانت الاولوية هي حفظ الارواح والممتلكات من السيول. وقد اشرفت إمارة منطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة على تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين وحققت التميز في انجازها ولله الحمد ومنها مشاريع الحلول العاجلة البالغ عددها 14 مشروعا، اضافة الى مشاريع تصريف الامطار والسيول الثمانية التي رفعت كفاءة البنية التحتية في المعالجة لمياه الامطار خصوصا من الامطار الخارجية المحمولة شرق جدة وهو ما تحقق فعليا. كيف يصف سموكم الانجاز الذي تحقق في هذه المشاريع؟ - أود أولا ان ارفع عظيم الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد على ما قدم لصالح الوطن والمواطن، وحرصهم حفظهم الله على دعم كل ما يمس راحة المواطن واستقراره وأمنه، وما تم إنجازه من مشاريع لمحافظة جدة حظي بجهود موفقة من الدوائر المسؤولة في القطاعين الحكومي والأهلي وفي مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة.