أكد صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة على القائمين على مشاريع درء مخاطر مياه الامطار وتصريف السيول في محافظة جدة، بضرورة العمل بكل جدية من أجل تنفيذها وفق ما خطط لها وفي المدة الزمنية المحددة. ويتابع سموه بشكل مستمر سير العمل في هذه المشاريع وما تم إنجازه منها وما هو في طور التنفيذ حاليا. ويأتي تنفيذ هذه المشاريع إنفاذا لأوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- بإيجاد حلول عاجلة وجذرية لما تتعرض له محافظة جدة وأهلها من مخاطر السيول، حيث تم تشكيل لجنة وزارية برئاسة سمو ولي العهد لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول بالمحافظة، ولجنة وزارية فرعية برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة تستثنى من نظام المنافسات الحكومية وكذلك لجنة تنفيذية برئاسة سمو أمير المنطقة للإشراف على تنفيذ المشاريع، والبدء الفوري بالمشاريع العاجلة، خصوصا في المناطق الحرجة والأكثر تضررا. كما تم تشكيل إدارة لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة تابعة لإمارة منطقة مكةالمكرمة، تضم نخبة من أكفأ الخبرات الوطنية والعالمية، وتمت الاستعانة بفريق فني في إدارة المشاريع من شركة أرامكو السعودية للإشراف الكامل على تنفيذ المشروع بكافة مراحله، وتم إشراك أكثر من 120 شابا سعوديا للاستفادة من هذه الخبرات العالمية. دراسات هندسية ركز المشروع كثيرا على عملية جمع المعلومات وتحليل وثائق ومستندات وصل عددها لأكثر من 37 ألف وثيقة لتكوين قاعدة بيانات كبيرة ومنظمة خاصة به، ومن ثم استعمال الدراسات الجيوفيزيائية والجيوتقنية المتقدمة الخاصة بالسدود الجديدة والتصاميم التفصيلية للقنوات الجديدة وتوسعة القنوات الحالية، بالإضافة الى استعمال الدراسات الهيدروليكية والهيدرولوجية لتحديد مصاب الأودية باستخدام خرائط عالية الدقة لحساب الميول. وقدم أكثر من 450 مهندسا في التصاميم ملايين من ساعات العمل على الورق والأرض في كل من جدة وهيوستن ولندن من أجل نقل محافظة جدة إلى موثوقية كاملة ضد اخطار السيول والامطار وفق معدلات هطول على امتداد مئة عام. وأظهرت الدراسات التي أجريت باستخدام الصور الجوية والمساحية أن محافظة جدة تقع على سهول ساحلية يحدها من الغرب البحر الأحمر ومن الشرق سلسلة من المرتفعات وأنه في حالة هطول أمطار تجري في مجراها الطبيعي من المرتفعات الى السهول والتي تسبب سيول تشكل خطرا على المدينة. وبعد دراسات دقيقة للأحواض المائية شرق محافظة جدة باستخدام خرائط مسح ضوئي عالية الدقة (ليدار) تم إنجاز الدراسة الهيدرولوجية والتي تشمل معدلات الشدة المطرية والتي كانت الأساس لجميع التصاميم الهندسية لتأمين محافظة جدة ككل من مخاطر السيول والامطار على شكل حزمة حلول دائمة ونافعة للأجيال المقبلة مسبوقة بإتمام تنفيذ حلول دائمة لمدينة جدة بعد ان تم إنجاز حزمة حلول عاجلة هادفة لحماية الكتلة العمرانية في وقت قياسي، كل هذه الحلول كانت لهدف وطني كبير يهدف إلى تحرير عروس البحر الأحمر من (عقدة السيول) بعد أن رسمت لها في المحافظة (إنسانا ومكانا) صورة ذهنية سلبية حتى لدى مواطنين لا يسكنونها، ولكن بتوافر الارادة والإدارة في التنفيذ على أيدي كوادر سعودية ذات كفاءة عالية تحققت الأهداف وكانت الصدارة بحمد الله وتوفيقه. المشاريع المنفذة وقد اطلع الامير مشعل بن عبدالله على ما تم انجازه من مشاريع، ومنها: * مشاريع الحلول الدائمة لحماية النطاق العمراني من مخاطر السيول حيث تم الانتهاء من تشييد خمسة سدود جديدة في كل من وادي غليل، وادي بريمان، وادي أم حبلين، وادي دغبج، وادي غيا، بهدف خفض مستوى تدفق السيول عبر مجاريها الفرعية للتصريف وتفريغ المياه في البحر تدريجيا وبأمان خلال 15 يوما، وبالتالي تقليل مخاطر السيول في مدينة جدة. وتبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 24 مليون متر مكعب من مياه الأمطار. كما اطلع سموه على تقرير الانتهاء من زيادة الطاقة الاستيعابية لمجاري السيول الرئيسة الثلاثة الحالية (الشرقية، الشمالية والجنوبية) لتتحمل شدة مطرية بمعدل تكرار 100 سنة. - مجرى السيل الشرقي: يستوعب هذا المجرى معظم المياه المتدفقة من مناطق التجمع شرق مطار الملك عبدالعزيز الدولي وتم الانتهاء من تشييد أربعة سدود جديدة مع المجاري الفرعية لسدود وادي بريمان، وادي أم حبلين، وادي دغبج، وادي غيا، ويبلغ طول المجرى حوالي 24 كلم وتصرف مياه الأمطار من وادي بريمان بمحاذاة طريق الحرمين الى خليج سلمان. وتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لإعادة تأهيل 21 كلم من المجرى وذلك بزيادة الطاقة الاستيعابية عن طريق توسعة عرض المجرى ليصل الى 60 مترا في الاجزاء القريبة من خليج سلمان واستكمال انشاء 13 جسرا دائما. - مجرى السيل الشمالي: القناة الشمالية تصرف مياه الأمطار والسيول من سد السامر وسد أم الخير مرورا بمحاذاة شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز بطول 20 كلم وإضافة مصب تصريف جديد في البحر الأحمر وتم الانتهاء من تعزيز السعة بإضافة عبارتين صندوقيتين متماثلتين بطول كيلومترين، كما تم إنشاء عدة نقاط تجمع مياه وربطها بمجرى السيل الشمالي. - مجرى السيل الجنوبي: القناة الجنوبية تصرف مياه الأمطار والسيول من وادي غليل والجامعة الى أن تصب في البحر الأحمر بطول 24 كلم، وتم استكمال الأعمال الإصلاحية للقناة القائمة، بالإضافة الى توسعة عرض القناة الحالية، وتعديل بعض الميول في المجرى. كما تم الانتهاء من إنشاء قناة تصريف أمطار جديدة بمحاذاة المطار بطول 34 كلم، وتعتبر قناة المطار ضمن نظام تصريف مياه الأمطار الجديد ويجري بشكل رئيسي في الأجزاء الجنوبية والغربية من مطار الملك عبد العزيز الدولي ويقوم بالتصريف عبر ثلاث مصبات جديدة في البحر الأحمر وتم تشييد وتركيب أكثر من 85 كلم طوليا من الأنابيب بأقطار تراوح بين 3-3.5 متر، وتم إنشاء أحواض تجميع مائية في ممر لتخفيف الضغط على الشبكة وقت الذروة. واقتضى تنفيذ المشاريع فتح نقاط عمل في 205 مواقع، وبلغ عدد العاملين وقت الذروة 13.300 عامل يستخدمون 2805 معدة وآلية ثقيلة، أنجزوا أكثر من 23 مليون ساعة عمل، ولإمداد المشروع بالخرسانة تمت إعادة فحص وتقييم مصانع الخرسانة بجدة ورفع عددها من 4 إلى 21 مصنعا مرخصا ومعتمدا للتوريد بطاقة من 450 إلى 2400 متر مكعب في الساعة، كما جرى إمداد المشروع بالأسفلت اللازم وزيادة المصانع المعتمدة للتوريد من مصنعين إلى أربعة مصانع وبطاقة إنتاجية من 400 إلى 750 طنا في الساعة. وأشرف على تنفيذ المشاريع 300 مهندس ومشرف أمضوا مليون ساعة عمل لضمان سير العمل والجودة والسلامة، حيث تم تنفيذ نحو 70 ألف طلب فحص جودة من المقاولين بمعدل نسبة قبول 96%، وأصدر فريق الجودة 1240 ملاحظة استباقية لتفادي الأخطاء الإنشائية قبل وقوعها مما حافظ على وتيرة سرعة العمل وتحقيق أعلى مستويات الجودة، وبتواجد 65 مفتشا من إدارة المشروع وأكثر من 200 مفتش مختص من المقاولين. كما أن من أهم عوامل نجاح مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة هو المنهج الاحترافي الذي يسير عليه المشروع والمتمثل في التنسيق والتعاون المستمر بين إدارة المشروع والجهات الحكومية والخدمية، والذي أسس له أمير منطقة مكةالمكرمة ويحظى بمتابعة شخصية منه. حماية التمدد العمراني كما اطلع سموه على ما تم انجازه من مشاريع حماية التمدد العمراني (شرق جدة) من مخاطر السيول والتي يتوقع الانتهاء منها بنهاية عام 2014م، وذلك استكمالا لمنظومة الحلول الهندسية لتصريف مياه السيول بمحافظة جدة والتي تم توقيع عقود مشاريع حماية التمدد العمراني في رمضان الماضي. ومن المشاريع التي اطلع سموه عليها: - مشروع مجاري سيول وادي الخمرة: ويشمل إنشاء مجرى سيل مفتوح بطول 34 كلم وعرض يتفاوت من 4 الى 40 مترا، وإنشاء عبارات صندوقية بطول 1.8 كلم لتصريف السيول القادمة من جنوبجدة (من وادي الخمرة). - مشروع الأودية غير المحمية: ويشمل إنشاء مجاري سيول وعبارات صندوقية بطول 14 كلم لوادي عشير، وادي حفنة، وادي أم حبلين ووادي بريمان. - إنشاء عبارة صندوقية وأنابيب في منطقة الواحة وشمال مطار الملك عبدالعزيز الدولي وتأهيل العبارات الصندوقية لطريق الحرمين. - مشروع رفع كفاءة شبكات قائمة كقناة عرفات، مصب نادي الفروسية، إنشاء جسور جديدة للمشاة، مدخل حي كيلو 16، تركيب انابيب تصريف مياه الأمطار ل14 منطقة داخل مدينة جدة، تطوير 11 نفقا قائما بالمدينة ورفع كفاءة السد الاحترازي لزيادة طاقته الاستيعابية. - مشروع مجاري سيول وادي مريخ وكراع ويشمل إنشاء سد بطول 355 مترا وارتفاع 12 مترا بالإضافة إلى سد رادف، مفيض للسد، جدار قاطع وطرق صيانة، وإنشاء مجاري سيول وعبارات صندوقية لوادي كراع ومريخ بطول 46 كلم وعرض يراوح بين 5 إلى 68 مترا. ورش عمل ومتابعة مستمرة ونظرا لأهمية التنسيق بين الجهات ذات العلاقة في نجاح تنفيذ المشاريع، نظم فريق إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة منذ تسلمه مهام إدارة المشروع 12 ورشة عمل شارك فيها 1262 ممثلا من جميع الجهات الحكومية والخدمية، وشهدت هذه الورش جميعها انضباطا وحضورا وتفاعلا من 28 جهة حكومية وخدمية في جدة، ووصل عدد هذه الاجتماعات اكثر من 50 اجتماعا.