شكلت الحفريات المنتشرة في أنحاء محافظة صبيا، الكثير من المعاناة للأهالي، وخسائر فادحة، بعدما تربصت بهم وبمركباتهم. وأكد عدد من الأهالي أن هناك خللا تسبب في نشوء تلك الحفريات، الأمر الذي يدعو لمساءلة البلدية على هذا الإهمال، على أمل أن تستعيد الشوارع مهمتها المفقودة. واعتبر كل من البراء غروي ومحمد عقيل وعطاس ضيف الله الحربي ومحمد فاسخ وعبده فواز، أن الحفريات نشأت بسبب سوء التنسيق بين الجهات المعنية في المحافظة، ليكون الأهالي ضحية عدم التنسيق. وأشار كل من أحمد مبروك وعبد الله محيميد إلى أن ورش السيارات بالمحافظة شاهد حي على هذه المعاناة، حيث تستقبل العشرات من المركبات التي تضررت من هذه الحفريات. فيما بين أسامة خواجي وأنور عبدالله وأحمد عبده جيلان، أن هذه الحفريات بالإضافة إلى مخاطرها المباشرة على حياة السكان بتحطيم المركبات والتسبب في سرعة انتهاء عمرها الافتراضي، فإنها تساهم في تشويه منظر الشوارع بسبب مخلفات الشركة من هذه الحفريات. وأكد عبد العزيز الأحمر وطارق عبدالولي وشائع عداوي وحسن أبو طالب، أنهم يلاحظون أن أعمال الحفر تتم دون دراسة مسبقة، بالإضافة إلى غياب تام للتنسيق بين الجهات الخدمية من مياه وهاتف وكهرباء ووحدات إدارية، مما يعكس مشهدا غير حضاري. وعاب محمد زين جبران والحسن حاوي، المشهد في الشوارع، وكأننا نسير في بقايا طرق، لأن الحفريات منتشرة في معظم شوارع المحافظة، والغريب في الأمر أنه عندما يتم إصلاح شارع ما، وسفلتته، لا يهنأ الأهالي بالسير عليه إلا وتظهر فيه عيوب الحفر سريعا. وطالب كل من علي حسين وحمود حفظي وحسين كناني ومحمد الغباري، الجهات المسؤولة بوضع آلية لمعالجة وضع حفريات الشوارع والتنسيق بين الجهات المختلفة لإدارة عمليات الحفر ومتابعتها وأن تتم إدارتها من قبل لجان مختصة في المحافظة، حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة المزعجة بشكل جذري وشامل. من جانبه، اعترف رئيس بلدية صبيا المهندس مشهور شماخي بعدم اكتمال مشاريع الصرف الصحي، مبينا أن سكان المدينة الرئيسية لا يزالون يعتمدون على خزانات الصرف (البيارات المنزلية) وقد تسببت ولعقود من الزمن في تشبع التربة وارتفاع نسبة المياه الآسنة فيها مما يتطلب معالجات معينة، ومع الأسف فالشركات المنفذة لهذه المشاريع غير معنية بهذه المعالجات الضرورية وتتحملها البلدية بشكل متعاقب، إضافة لتزامن هذه المشاريع وغيرها مع مشاريع المياه والكهرباء والاتصالات. وبين أن طبيعة تنفيذ هذه المشاريع يصاحبها شيء من المعاناة، لأن هذه المشاريع يتم تنفيذها من خلال الطرق والشوارع التي يسير فيها الناس وليس خارجها، فكيف إذا تزامنت هذه المشاريع في وقت واحد، مشيرا إلى أن البلدية قد نجحت في الحد من تنفيذ مشاريع السفلتة التي تسبق مشاريع البنى التحتية، إلا ما كان منها غير معتمد وغير مجدول، ونجحت كذلك في إعادة جدولة تنفيذ تلك المشاريع بالتنسيق مع الشركات المنفذة، حتى لا يتعارض العمل مع تمتع الناس بإجازاتهم ومواسمهم وأعيادهم، حرصا من البلدية في الحد من الآثار المزعجة المترتبة على تزامن هذه المشاريع في وقت واحد، كما نجحت كذلك في الضغط على الشركات المنفذة بعمل جداول زمنية وفق عقودها حتى لا تتجاوزها، وفرضت عليها الغرامات النظامية الأمر الذي أدى لالتزام الكثير من الشركات. وأضاف إن بعض الأحياء التي لم تشملها السفلتة في مدينة صبيا لها مبالغ معتمدة وعقودها موقعة، لكن سبب التأخير في عدم سفلتتها يعود لوجود مشاريع بنى تحتية مجدولة ستنفذ قريبا في تلك الأحياء، فليس من المنطق أن تتم السفلتة اليوم ثم ينفذ المشروع في اليوم التالي، والمسألة مسألة وقت لا أكثر، علما أن هناك مشروع صيانة قد تم تسليمه للمقاول لصيانة ما يلزم من الشوارع المسفلتة سابقا. وأضاف شماخي: نؤكد للجميع أن هناك خططا وأولويات ومعايير لمشاريع السفلتة، كما تعتذر لكل المواطنين والمقيمين والزائرين لمحافظة صبيا الذين تضرروا جراء تلك الأعمال، ونؤكد أن تلك المعاناة مؤقتة وستنتهي في أقل من عام.