لا يمكن المقارنة بين ما كان عليه حال وأوضاع وظروف فريق الاتحاد في الموسم الرياضي السابق الذي لم ولن تنسى جماهير عميد الأندية الرياضية السعودية الغفيرة والعاشقة كل ما أخذ يتوالى ويتضاعف ويحتدم طوال فترات ذلك الموسم، من فصول الإجهاز على هذا النادي العريق والقذف به في غياهب الهاوية، وكيف لهذه الجماهير الغيورة أن تنسى أو تتناسى الموسم الرياضي السابق الذي تحول خلاله ناديهم العملاق من ناد يتكئ على تاريخ تليد ومجد عريق، وإلف وتآلف مع البطولات والإنجازات التي فاضت خزائنه بها، وزهت سجلاته بتدوينها، وما من منصة تتويج إلا اعتلاها نجومه ونموره الأفذاذ حاصدين على مستوى بطولات المنافسات المحلية مختلفها، والظفر بتحقيق جل أولوياتها، وأكثر الأندية تشريفا للوطن في المحافل الرياضية الخارجية، وإنجازا للبطولات على مختلف المستويات الخليجية والعربية والقارية وصولا إلى العالمية. كل هذا وسواه مما لا يتسع حتى لبعض بعضه أضعاف مضاعفة مثل هذه المساحة، وكيف لها أن تتسع لسيرة ناد تاريخي شارف على التسعين عاما وفي طريقه لإتمام القرن (بحق وحقيق) ؟!، أقول كل هذا الشموخ الذي يتكئ عليه هذا النادي العملاق عميد الأندية السعودية، نادي الوطن، أصيب في الموسم الرياضي الماضي بإدارة لم تكتف بإغراق النادي في محيط متلاطم من الديون ولا بتسليم دفة النادي لكل من في وسعه (التدمير أكثر)، ولا بتحويل النادي العريق إلى ناد لهواة (التسلق) و(الشو) والتنظير والتشريح والتجريح والتهريج...، ولا (ببتر) أهم الأعضاء من جسد الفريق والخلاص منهم بأمقت ما يتنافى حتى مع أدنى درجات الاحترام والعرفان.. ولم تكتف تلك الإدارة بجعل النادي طوال أيام الموسم الرياضي السابق (بضاعة اللي ما يتشري يتفرج)، و(معقلا) للقضايا والأزمات والدعاوى والشكاوى واللجان والتحقيقات.. إلخ. لم تكتف (إدارة الموسم السابق) بكل هذه الكوارث والمآسي التي ظلت تتجرع مرارة كؤوسها جماهير هذا الكيان المكلومون إلى أن وصل بهم قهرهم وأساهم إلى حد الاستغاثة بمن في يده الأمر بعد الله لإدراك الفريق من حافة الهبوط بعد أن كان قاب قوسين، أو أدنى في آخر حزمة قرارات إدارة الموسم السابق في (الإجهاز) على أعرق ناد رياضي سعودي. لا يمكن المقارنة بين موسم سابق وصل فيه هذا النادي وفريقه إلى آخر مراحل الاحتضار والموسم الحالي الذي كتب الله فيه لهذا النادي النجاة والدخول إلى مرحلة التعافي على يد إدارة في مسيرتها ومسارها وأسرتها ما يراهن عليه ومن خلاله أن النادي أصبح في أيد أمينة، وعلى جماهير الاتحاد الغيورة أن لا تبالغ في استعجال «التعافي» أو التقليل من جهود هذه الإدارة الجادة في إعادة هذا الكيان لأمجاده حتى وإن لم يكن من الدوري الحالي. فالعافية لا تأتي دفعة واحدة.. والله من وراء القصد. تأمل: إرادة النجاح ليست أكثر أهمية من ريادة التحفيز للنجاح. فاكس: 6923348