لا شك أن الحصول على لقب أي بطولة قارية له أهميته وثقله ليس على مستوى الأندية الرياضية فحسب، بل على مستوى المنتخبات أيضا، ويكفي أن يقاس علو كعب الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة في أي دولة، من خلال سجل منتخباتها وأنديتها الرياضية في المحافل القارية والعالمية، ورصيدها من الألقاب والحضور الفاعل، والمشاركات المشرفة، وفق مسار ومستويات مطردة. وللرياضة السعودية، ولعبة كرة القدم تحديدا، على المستوى الآسيوي سجل طرزت بعض صفحاته الأولى بما هو مشرف من الهيمنة والتسيد والهيبة التي فرضها منتخبنا السعودي في المحفل الآسيوي الرياضي بكل جدارة واقتدار، من خلال فوزه بكأس آسيا ثلاث مرات (84، 88، 1996م) ولا مجال هنا للكتابة عما أعقب ذلك الوهج والتسيد من وهن وتراجع وغياب لم يقتصر فقط على المستوى الآسيوي، بل امتد لما هو أدنى، لكن يبقى الأمل بعد الله في بارقة تلوح من بعيد في سماء منتخبنا السعودي الأول بشكل خاص، وبقية منتخباتنا بشكل عام. كما يحفل سجل البطولات الآسيوية بصفحات أخرى من إنجازات كرة القدم السعودية التي تحققت آسيويا على مستوى الأندية السعودية، أو بالأحرى من خلال ناديين سعوديين أهديا للوطن ورياضته وكرة القدم السعودية «البطولة الآسيوية للأندية الأبطال» بعد فوزهما بها لثلاث مرات، بدأها النصر العالمي عام 2000م، وكررها الاتحاد المونديالي مرتين متتاليتين (2004، 2005م). وها هي النسخة الحالية من بطولة آسيا للأندية الأبطال «2014» تضم في دور الثمانية بين الفرق فريقين سعوديين، هما: فريق الاتحاد «بطل نسختين سابقتين من هذه البطولة»، وفريق الهلال الذي ظلت هذه البطولة بآليتها الجديدة عصية عليه. فريق الاتحاد المونديالي، وعميد الأندية السعودية، يكفي أنه غادر «غرفة الإنعاش» ليجد نفسه يخوض منافسات هذه البطولة.. وبتوفيق الله، ثم باتقاد وحماس شباب من أبناء النادي المشبعين بالمهارات وفنون إطلاق القدرات وروح نمور العميد «الأصيلة» ونكهة هذه البطولة التي توارثوها.. حلقوا بمنتهى الإعجاز بهذا العميد العنيد إلى سماء هذا الدور الرفيع من البطولة، ومتى تم تعزيزهم بمن يضيف لهم دون أن يعيق إطلاق قدراتهم فاللقب الثالث بعون الله من نصيبهم. فريق الهلال «الزعيم». كل المعطيات والدافعية لتحقيق هذا اللقب الآسيوي «العنيد» في منتهى قوتها، فقط عليه أن يعززها بضرورة التسليم بأن من أهم معايير الأندية العملاقة تحقيق فرقها لهذه البطولة القارية التي لا تغني عنها أي بطولات محلية مهما تعددت وتنوعت.. والله من وراء القصد. تأمل: ما كل بارقة تجود بمائها. فاكس: 6923348