اتفق النقاد والمدربون الوطنيون على إيجابية منازلة المنتخب السعودي لمنتخب الأوروغواي والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ومدى تأثيرها على عطاء اللاعبين بمنحهم الثقة والإصرار بما يحقق العودة المنتظرة للأخضر، فيما انقسموا حول المدير الفني السيد خوان لوبيز كارو بين مؤيد له ومنتقد لطريقته واختياراته للعناصر التي خاض بها المواجهة وعدم ثباته على تشكيلة من الأسماء ليتحقق بها الوصول للانسجام المطلوب بين اللاعبين، مرجعين ما ظهر به المنتخب إلى حماس اللاعبين ورغبتهم في تسجيل حضورهم وتواجدهم، وما بين هذين الفريقين تبرز مطالبات من الضيوف بمعالجة الأخطاء وتداركها قبل حلول المناسبات الهامة القادمة للمنتخب السعودي. السلطان: القتالية من أهم المكاسب بداية أشاد المدرب الوطني تركي السلطان بتجربة المنتخب أمام منتخب الأوروغواي وتأثيرها الإيجابي على مستقبل لاعبي الأخضر، وقال: تعد هذه المقابلة تجربة جيدة للاعبي المنتخب السعودي على المستوى المعنوي والنفسي والتي سيكون لها تأثيرا في كسب اللاعبين للثقة خاصة أنها جاءت بعد فترة انقطاع ما يعطي مؤشرا جيدا على مستقبل الأخضر في المشاركات المنتظرة، إضافة إلى ظهور غالبية اللاعبين بشكل جيد وقتالية رائعة وذلك من الفوائد المكتسبة من هذه المواجهة القوية التي أخفت الكثير من السلبيات التي كانت تظهر على أداء الخطوط الخلفية بتواجد أسامة هوساوي وعمر هوساوي ووليد باخشوين ومن خلفهم المتألق وليد عبدالله ما قلل من الفرص المتاحة للمنتخب الضيف برغم الفارق الفني بين الطرفين. وما يطالب به السيد لوبيز الثبات على تشكيلة لأن هذا الأمر مهم جدا في تحقيق الانسجام والتفاهم بين العناصر التي يختارها لخوض المنافسات المختلفة. زايد: هدف هزازي سيفعل الكثير وامتدح المدرب الوطني أحمد زايد مستوى المنتخب في هذه المباراة والذي عده من المستويات المشرفة خاصة أن الأخضر قابل منتخبا عالميا سبق أن حصل على كأس العالم مرتين، وقال: ظهر المنتخب السعودي بمستوى مشرف أجبر الجماهير على التفاعل مع الأداء المميز الذي قدمه اللاعبون وأحرجوا به منتخبا يفوقهم إمكانيات وحضورا على مستوى الكرة العالمية وكان ذلك نتاج عمل وإجادة اختيار من المدرب لوبيز كارو الذي كانت تغيراته الناتجة من قراءة جيدة للمباراة هي الفيصل في تحديد سيطرة المنتخب وتهديده لمرمى منتخب الأوروغواي في أكثر من مناسبة ما منح المنتخب الأفضلية ليدرك نايف هزازي التعادل في الرمق الأخير من المباراة الذي بلاشك سيكون له مفعول السحر على عطاء اللاعبين ورغبتهم في عودة الكرة السعودية لسابق عهدها. الحنفوش: ضرورة الثبات على التشكيلة ويرى المدرب الوطني أحمد الحنفوش أن المنتخب ظهر بأداء مشرف نتيجة لدخول اللاعبين في تحد مع أنفسهم ليظهر المنتخب بأداء فاق الضيوف في غالبية فترات المقابلة، وقال: ظهر الأداء العام للمنتخب بشكل مرض أقنع به المتابعين ومنح الثقة للشارع الرياضي بأن القادم أفضل، برغم النواقص التي ظهرت على أداء بعض اللاعبين وخاصة من ناحية المراقبة التي أفلت بسببها لاعبوا المنتخب المقابل في أكثر من هجمة ومنها خطأ التغطية في الهدف الذي سكن الشباك السعودية كما أن علة الكرات العرضية مازالت من الأخطاء المتكررة في دفاعات الأخضر التي لم يتم علاجها. وانتقد الحنفوش بعض التغييرات التي أجراها السيد لوبيز خلال سير المقابلة حيث يقول: أرى من وجهة نظر خاصة عدم توفيق لوبيز بإجراء بعض التغيرات والتي قرر بموجبها الاستغناء عن اللاعب يحيى الشهري ما أفقد المنتخب ميزة الاستحواذ والسيطرة والتي كادت أن تمنح الانتصار للضيوف ولم ينقذه منها إلا إصرار اللاعبين على مجاراة منتخب من المنتخبات العالمية لإثبات حضورهم، ولكن تظل تلك الأمور من مسؤولية المدرب ورؤيته الفنية الذي عليه القيام بالأمر الأهم وهو الثبات على أسماء محددة بدلا من التغييرات الدورية في كل مباراة. الدبيخي: الفوائد ستأتي لاحقا ويؤكد المحلل والناقد الرياضي حمد الدبيخي على تطور أداء الأخضر في هذه المباراة قياسا بالفترات السابقة، وقال: بغض النظر عن النتيجة التي يجب ألا تخدعنا فإن المباراة كانت مفيدة للأخضر الذي ظهر خلالها بشخصية المنتخب القادر على العودة لسابق عهده حيث ستظهر نتائجها خلال المشاركات القادمة بإضافتها الإيجابية على الأداء العام للاعبين ومنحهم الثقة وارتفاع الروح المعنوية لديهم، كما أظهرت المواجهة أن نوعية اللاعبين تحسنت ومستوياتهم ارتفعت وظهرت الخطوط متقاربة وبشكل دفاعي مميز وبكرة شاملة ومتوازنة دفاعا وهجوما وكان البدلاء على مستوى جيد ومؤثر على نتيجة المقابلة وكل ذلك ناتج من قوة الدوري الذي عكس قوة أداء الأخضر داخل أرضية الميدان. ورفض الدبيخي ترديد نقص المنتخب بغياب لاعب، وقال: ربما يحسب تغيب لاعب مؤثرا على أداء فريق ولكن أرفض تلك المقولة لأن المنتخب يأخذ الصفوة من اللاعبين ولعل الشيء الإيجابي المشاهد مؤخرا توجه لوبيز على الثبات على أغلب الأسماء التي تمثل الأخضر وهذه من الأساسيات الهامة لخلق التجانس بين اللاعبين. كما انتقد الدبيخي إشراك لوبيز لبعض اللاعبين في غير مراكزهم، وقال: لا أعلم لماذا يصر لوبيز على إشراك لاعبين في غير مراكزهم وخاصة ياسر الشهراني وهي فلسفة تدريبية منه لا أتفق معه عليها ولكني أحترمها. الأحمدي: استبعاد حسين خطأ ويرى المدرب الوطني بندر الأحمدي أن المباراة أكدت عودة الأخضر للطريق الصحيح خاصة بعد التدخلات الفنية الجيدة من لوبيز خلال المواجهة والتي منحت الأفضلية للمنتخب السعودي وأظهرته بشكل مطمئن، وقال: لا شك أن ملاقاة مثل هذه المنتخبات القوية ستعود بالنفع على مسيرة الأخضر في قادم المناسبات حيث وضحت أفضلية العطاء والسيطرة للاعبي المنتخب وكانوا ندا قويا لمنتخب الأوروغواي وخاصة بعد التدخلات الجيدة للسيد لوبيز بعد ملاحظته لقصور طريقته بلعبه بمحور واحد ما عطل من انطلاقات الظهيرين فجاءت التغيرات ليعود المنتخب للطريقة التي كان يفترض أن يبدأ بها وهي 4/2/3/1 والتي أعطت مساحة واسعة للظهيرين حسن معاذ وحسين عبد الغني ومن قبله عبد الله الزوري لدعم ومساندة الهجمات بدليل صناعة حسن معاذ لهدف التعديل وقبلها عرضية حسين عبدالغني لنايف هزازي الذي أرى أنه كان الأحق بالتواجد في التشكيل الأساسي. الحمدان: عودة المستوى والثقة وأكد المدرب الوطني عبدالرحمن الحمدان على أن المباراة أظهرت الكثير من الأمور الإيجابية للمنتخب ولعل من أهمها استعادة غالبية اللاعبين لمستوياتهم الفنية الجيدة وثقتهم في أنفسهم، فالتعادل مع منتخب بقوة منتخب الأوروغواي يعد أمرا إيجابيا، وقال: ظهر الانسجام بين اللاعبين بشكل جيد وأعطت النتيجة لهم ثقة وإن كانت هناك بعض الأخطاء التي ظهرت خلال سير المباراة على مستوى الاختيارات والطريقة التي اتبعها لوبيز الذي يجب عليه تداركها والعمل على تلافيها وأن يأخذ في اعتباره أن الفرق التي سيقابلها في المناسبات الرسمية القادمة تختلف كليا عن المباريات الودية ومنها مواجهة منتخب الأوروغواي والتي عادة تتبع طرقا تصعب من المهمة. الحماد: إهدار الفرص مشكلة ووصف اللاعب الدولي السابق سعود الحماد ودية المنتخب أمام منتخب الأوروغواي بالتجربة المفيدة، وقال: ظهر الأخضر بأداء رائع برغم ملاقاته لمنتخب قوي وكان بإمكان اللاعبين حسم النتيجة لمصلحتهم في وقت مبكر حيث ظهر التماسك بين خطوط المنتخب بشكل جيد نتيجة للثقة التي ظهرت على أداء اللاعبين ما مكنهم من التحكم السليم بالكرة، وقد يكون ذلك نتيجة لوصولهم إلى معدل لياقي جيد من خلال الجولات السابقة لدوري عبداللطيف جميل وإن كانت هناك سلبيات على أداء المنتخب لعل من أهمها إهدار الفرص السهلة أمام المرمى والتي على لوبيز علاجها وخاصة في ظل امتلاكه لمهاجمين مميزين يملكون الحس التهديفي الجيد. المطوع: المنتخب لعب بلا مدرب وأخيرا انتقد رئيس نادي الرائد الأسبق فهد المطوع السيد لوبيز مرجعا المستوى المميز الذي ظهر به الأخضر لاجتهادات اللاعبين وإصرارهم على الظهور بصورة حسنة والتي حفظت له ماء وجهه، وقال: حقيقة المنتخب السعودي يلعب بدون مدرب وما حدث في مباراة الأوروغواي يجب ألا يخدعنا لأنه كان نتيجة لاجتهادات وحماس اللاعبين لتسجيل حضورهم أمام منتخب يعد من المنتخبات العالمية ولم يكن للسيد لوبيز ذلك الدور المؤثر فيه، لذا فالمنتخب يحتاج لمدرب يعرف كيف يختار ويسير أموره بدلا من لوبيز الذي يعد أقل من تدريب المنتخب السعودي خاصة وهو يمارس تخبطاته من خلال الطريقة أو التشكيل الذي خاض به المنازلة وإصراره على مشاركة لاعبين في غير مراكزهم وكأن الأندية السعودية عاجزة عن إيجاد اللاعبين المميزين في كل مركز والتي كان سببها طريقة اختياراته للاعبين وخضوعه للضغوط الإعلامية لضم أسماء وترك أخرى أمثال أحمد عطيف وفيصل درويش وأحمد الكسار ومحمد السهلاوي.