بيان أمانة جدة حول البالوعة التي ابتلعت طفلا ووالده في شارع التحلية بحدة ليس له إلا عنوان واحد: الهروب من المسؤولية! لكن لسوء حظ الأمانة أن الهروب ليس خيارا تملكه، فهي مسؤولة بتقصيرها في مراقبة اشتراطات سلامة البناء والتصريف في الأماكن العامة والمجمعات التجارية والطرقات، لكن من حاول أن يتهرب يوما من مسؤولية كارثة سيول بحجم المدينة لن يتوانى عن محاولة التهرب من مسؤولية بحجم غطاء بالوعة، غطاء كان يمكن أن يمنع وقوع كارثة لو أن مراقبا من البلدية كرس دقائق من وقته الثمين للمرور بعينيه على فتحات غرف التفتيش والصرف الصحي بالمجمع التجاري أو أرصفته المحيطة! وعندما يقول بيان الأمانة أن البالوعة تقع ضمن ملكية المجمع التجاري يخيل إليه أن الشوارع والطرقات التي تقع ضمن ملكيتها تخلو من البواليع المفتوحة أو الحفر العميقة، أو أن جميع مشاريع البناء مسيجة بأسوار تحمي المشاة والسائقين من الوقوع في الأعماق السحيقة لأساساتها المحفورة! ولا أدري متى ستخرج علينا جهة ذات يوم لتعلن تحملها المسؤولية عند وقوع أي خطأ أو كارثة، فبعض مسؤولي الإدارات الحكومية لا يفهمون من معنى تحمل المسؤولية سوى حمل المشلح، وجولات الفلاشات التي تبدأ وتنتهي بالمشي على السجاد الأحمر بدلا من البواليع المفتوحة!.