لا يتوقف إرهاب داعش على القتل والذبح وارتكاب المجازر بحق المدنيين في المناطق التي يفرض سيطرته عليها ولكنه يمارس إرهابا من نوع آخر يتمثل في الإرهاب بالهاتف، هذا السيناريو اعتاد عليه أعضاء التنظيم الإرهابي حيث إنهم يعمدون الى الاستحواذ على الهواتف النقالة للضحايا وحينما يتصل زملاؤهم أو أسرهم يرهبونهم بالرد عليهم أن الضحية جرى قطع رأسه وأنهم في الطريق إليهم لقطع رؤوسهم. ولا شك أن مثل هكذا إرهاب ليس من الدين في شيء وأن أفراد التنظيم الإرهابي مهما فعلوا من فظائع ومهما ارتكبوا من أعمال وحشية فإن الإسلام والعقيدة الوسطية ستظل راسخة في الوجدان، ولأن أعضاء التنظيم الإرهابي يدعون أنهم يمثلون الإسلام وهو بريء منهم فإن على علماء الأمة وفي هذه الأيام المباركة إطلاق حملات لتبيان سماحة الإسلام والذي جاء لكل البشرية وأنه عقيدة سمحة لا تقبل الظلم ولا الوحشية. ومن السيناريوهات المفجعة التي حدثت من قبل تنظيم داعش فقد جاء في الحيثيات أن ثمة مقاتلا كرديا يدعى خالد باكي اتصل هاتفيا بزميلة له من المقاتلات الكرديات إلا ان أحد الإرهابيين رد عليه وأبلغه أنهم قطعوا رأسها، مثل هذا السيناريو يحدث كثيرا من قبل أفراد التنظيم والذين يردون على زملاء الضحايا وأسرهم بهواتف الضحايا ويبلغونهم أنهم قطعوا رؤوسهم الأمر الذي يفاقم من وحشية هذا التنظيم. وقد عززت هذه الروايات الرسائل الهاتفية المروعة من الإرهابيين أنفسهم التي يصفون فيها كيف قتلوا مقاتلي الأكراد وأحباءهم. وفي سياق آخر سبق أن تلقى مقاتلون أكراد آخرون مكالمات هاتفية من داعش توعدوا فيها بالسيطرة على بلدة عين العرب «كوباني» خلال أيام مستخدمين هذه الاتصالات كوسيلة من وسائل الحرب النفسية، وقال أحد المقاتلين الأكراد إنه قيل له «سنصلي العيد في مساجدكم». وتفاقمت المخاوف مما يمكن أن يحدث إذا فشلت آليات الدفاع عن البلدة بعد تقارير بعثور مقاتلين أكراد على جثث مقطوعة الرأس ملقاة في الطرق وجثث معلقة في أعمدة الكهرباء. وكانت كوباني تعتبر يوما مكانا آمنا نسبيا من أهوال الحرب السورية المستمرة منذ ثلاثة أعوام إلى أن أصبحت البلدة خالية بشكل كبير من المدنيين منذ أن بدأ تنظيم داعش يهاجم أحياء سكنية الأسبوع الماضي. ويقول سكان هاربون إن كوباني بها الآن مقاتلون أكراد مسلحون بأسلحة خفيفة يقومون بدوريات في الشوارع الخالية أو يقيمون مواقع دفاعية استعدادا لوقوع أي مذبحة.