وصلت المعركة بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والمقاتلين الأكراد إلى تخوم مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية وقرب الحدود مع تركيا، بالتزامن مع منح البرلمان التركي حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان الأذن بمنح الجيش حق التدخل في سورية والعراق وسمح بانتشار جنود أجانب في تركيا واستخدام قواعدها العسكرية للغرض نفسه. وحذّر زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان من وقف المفاوضات مع أنقرة في حال سيطر «داعش» على عين العرب. وخلت عين العرب من سكانها في شكل شبه كامل على وقع اقتراب «داعش» إلى مئات الأمتار من المدينة، وفق مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن الذي تحدّث عن «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة الإسلامية على بعد مئات الأمتار من أطراف كوباني» ما أسفر عن مقتل 23 عنصراً من الطرفين. وجاء تقدم «داعش» على رغم الغارات الجوّية التي نفّذها التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم في المنطقة أول من أمس. وقال عبدالرحمن إن «معارك الساعات الأربع والعشرين الماضية هي الأعنف منذ بدء هجوم «الدولة الإسلامية» في المنطقة» في 16 الشهر الماضي. وفي حال تمكّن «داعش» من دخول المدينة، يكون التنظيم بات يسيطر على شريط طويل وواسع شمال سورية في محاذاة الحدود مع تركيا. واستفاد «حزب العدالة والتنمية» الحاكم من غالبيته في البرلمان التركي لإقرار مذكّرة حكومية تهدف إلى السماح بتدخّل الجيش التركي ضد عناصر «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق. وفيما تمسّك الرئيس رجب طيب أردوغان بأن الضربات الجوّية وحدها لن تحتوي خطر «داعش» وتطيح الرئيس بشار الأسد، اعتبرت المعارضة اليسارية أن مذكرة التفويض بمثابة «إعلان حرب» على سورية وحكومتها ورفضت التصويت لها مع النواب الأكراد الذين اعتبروا أن الهدف الأساسي من الدور العسكري هو منع قيام كيان كردي في سورية وليس محاربة «داعش». لكن نائباً في «حزب العدالة والتنمية» قال ل «الحياة» «إن المعركة في كوباني يتم تضخيمها بهدف إنشاء كيان كردي في سورية. بالنسبة إلى أنقرة فإن فصيلين إرهابيين هما «داعش» وفصائل الحماية الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني يتقاتلان في كوباني، ومن السذاجة التدخل لمصلحة أحد الطرفين». وتساءلت المعارضة البرلمانية بجميع أطيافها عن معنى ورود اسم «حزب العمال الكردستاني» في المذكّرة كعدو يجب التصدي له، في الوقت الذي تتفاوض فيه الحكومة مع أوجلان الذي دعا إلى بدء المفاوضات الرسمية والعلنية فوراً قبل فوات الأوان، مستنكراً موقف أنقرة الذي رفض تقديم الدعم لأكراد سورية في حربهم ضد «داعش» في كوباني. وشبّه أوجلان «داعش» بتنظيم سرّي مسلّح كانت تستخدمه أنقرة ضد الأكراد في ثمانينات القرن الماضي خلال سنوات الوصاية العسكرية، في إشارة اتهام إلى أنقرة بدعم «داعش». وحذّر أوجلان أمس من أن سقوط عين العرب بأيدي «داعش» سيؤدي إلى فشل محادثات السلام الجارية مع أنقرة. إلى ذلك، تمّ في مدينة مشهد في شمال شرقي إيران تشييع خمسة إيرانيين قتلوا في معارك في سورية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. ولاحظ «المرصد» أنه «في أول يومين (لضربات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في سورية) انخفضت الضربات الجوية السورية بنسبة 90 في المئة تقريباً لكن بعد ذلك حدث المزيد والمزيد أكثر من ذي قبل. إنهم الآن يستهدفون إدلب كل يوم». وبدأ الجنرال المتقاعد جون آلن المبعوث الأميركي الخاص بمحاربة «داعش» أمس جولة تشمل العراق ومقرّ «حلف شمال الإطلسي» (ناتو) في بروكسيل والأردن ومصر وتركيا. وتحوّل أمس تشييع ضحايا تفجيرين في حمص وسط البلاد إلى اعتصام طالب بإقالة محافظ المدينة طلال برازي الذي اتّهمه معتصمون بالتكتّم على عدد القتلى الذي بلغ 54 بينهم 47 طفلاً. وأشار ناشطون إلى أن القوات النظامية اعتقلت منظّم الاعتصام. وكالات