بعد ان شعرنا بتآكل أهم أجزاء أساسيات الحياة، التقارب والتعاطف والمحبة حتى الضحك والمرتبط بالراحة النفسية، لم نعد نعرف نبراته حتى في داخل الأسرة والمجتمعات التي كانت تربطهم الألفة المحبة، اما البسمة اذا أطلقها صاحبها فلم تعد بلونها المؤكد لصفاء النفس، ويؤكد ذلك تقاسيم الوجه المكفهرة حولها. زمان كنا نذهب الى أماكن الترفيه شواطئ وصحارى وحدائق، ومع أنها غير مجهزة بوسائل الترفيه والراحة الا ان مرتاديها سعداء، يلعبون ويمرحون ويضحكون بصدق وقلوبهم صافية وعيونهم أكثر صفاء، وخروجهم من منازلهم للترويح على النفس وقضاء وقت ممتع مع أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم. في هذا الزمن تغيرت الأوضاع، ولا شك ان الكثير منها الى الأحسن ومنها مواقع الترفيه، اذ اعتنت الدول بالشواطئ والحدائق وكافة مواقع الترفيه من اجل المواطن. اما التغير الى الأسوأ فكانت بادية على بعض المواطنين، فلم تعد هناك الألفة وصفاء النفس، فإذا أردت التأكد من ان النفسيات تغيرت ولم يعد فيها مكان للمرح حتى في أماكن الترفيه فاذهب الى أماكن الترفيه فلن ترى للمرح مكانا بين المتنزهين وحتى الابتسامة مفقودة. واللافت عندما تصل الى أي منتزه لقضاء وقت مع أسرتك وتبدأ بإنزال أغراضك وتلتفت يمينا وشمالا لتنعم بالابتسامة من أي أحد بجوارك، وبدلا من ذلك ترى الوجوه مكفهرة يتلمسون صفاتك وكيف سيكون سلوكك وانت بجوارهم، وهنا يبدأ خدش المتعة التي خرجت من دارك تلتمسها. الشيء الجميل الذي لا يمكن ان يزعجك اذا ذهبت للتنزه واستقررت بجوار مجموعة من ذوي الأجهزة المتطورة جوالات وخلافها.. طبيعي سيكون كل واحد منهم مكبا على جهازه ولا احد منهم معني بالأكثر مما هو في الأجهزة، حتى الطبيعة التي خرج ليتمتع بها لن يكون بينه وبينها تواصل. وهذا خلل أخاف ان تكون نتائجه مستقبلا فقدان التفكير في ما هو خارج تلك الأجهزة.