في بحث علمي جديد تبين أن للابتسامة تأثير أكبر بكثير ما كان متوقعاً، فقد نشرت مجلة «العلوم النفسية» دراسة لأشخاص عاشوا أكثر من غيرهم، وعندما تمت دراسة الصور المختلفة الملتقطة لهم أثناء حياتهم، ظهرت الابتسامة على وجوههم في مختلف المناسبات. ويقول العلماء أن الأشخاص الذين يميلون للتبسم والسعادة والسرور، تكون اضطراباتهم النفسية شبه منعدمة، وينعكس ذلك على صحتهم، وبالتالي يكونون أقل عرضة للأمراض ويعيشون لفترة أطول. يقول «د. علوي عطرجي «مدرب معتمد في التنمية البشرية»: إن الضحك مبني على قيمة السعادة وحب الحياة، كما أنه ينم عن الراحة، مضيفاً أن هناك من يفضل الحزن والكدر على المرح والضحك؛ بسبب خلل يعانيه على المستوى «السيكولوجي»، فالإنسان الطبيعي هو مرح بالفطرة، مشيراً إلى أن الابتسامة الصادقة التي تأتي من القلب تعد من أبرز السلوكيات الإيجابية التي تبني المحبة والمودة بين الشعوب، لذلك أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بها، ورفعها إلى مرتبة الصدقة: «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، وللأسف بعض منا لا يعرف قيمة الابتسامة، لذلك يطبق العكس وهو «التكشير» في وجه أخيه. وأوضح «د. عطرجي «أن الابتسامة باستمرار تساعد على التخلص من الاكتئاب وأعراضه، وتمنع كثيرا من الأمراض - بإذن الله تعالى-؛ لأن أساس الصحة الجسدية هي الصحة النفسية، ولأن الجسم والعقل يؤثر كل منهما في الآخر، ذاكراً أننا نحتاج الابتسامة والضحك في الحياة، فالابتسامة يجب أن لا تغادر ثغر الإنسان، وأما الضحك فيكون بحسب الموقف، فلا يصح أن يضحك الإنسان باستمرار بسبب أو من دون سبب، بينما الابتسامة يمكن أن تكون مرسومة على الشفاه، فهي تزيد جمال الإنسان ونضارته، ذاكراً أن شعور بالراحة والاطمئنان تمنحه الابتسامة، وهي تُسري الشفاء في الجسد وتجذب الآخرين، بل وبها تتحسن العلاقات الاجتماعية وتنمو الجوانب الاقتصادية و»الدبلوماسية»، فهي طريق مختصر للتجاذب بين القلوب، وسر من أسرار الجاذبية، ورمزاً للصحة السليمة، حتى باتت في القرن العشرين علم يدرس سميَّ: «علم نفس الضحك». من جهتها قالت «أمل الأحمد «طالبة جامعية»: إن الابتسامة أفضل وأصعب من الضحك؛ لأن الابتسامة هي رد فعل للسرور، بينما الضحك هو رد فعل للألم أحياناً، مضيفةً أن الابتسامة هي فعل إرادة واقتناع وقناعة ورضا، أما الضحكة فهي تتفجر للحظة أو لحظات كما يتفجر البالون، وما تلبث أن تتلاشى، ذاكرةً أنها من أشد المؤيدين للابتسامة البريئة، ومن أشد المحبين للضحك، شرط أن يكون من القلب وغير مصطنع. يذكر أن هناك توصية طبية بتوظيف شخصية فكاهية في عيادات الأطفال والمستشفيات، باعتباره وسيلة علاجية يساعد على الشفاء، عبر إفراز الهرمونات المفيدة، وتقوية جهازالمناعة، ولوحظ أنه بعد عدة نوبات من الضحك، تزداد نسبة خلايا الدم البيضاء في الدم، كما يساعد الضحك أيضاً على تقوية عضلات الوجه والبطن والدورة الدموية في القلب، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الأكسجين في الدم.