وسط ارتفاع مؤشر التوتر بين موسكو ودول (الناتو)، أقرت الأخيرة قوة تدخل سريع في شرق أوروبا أمس، وأعلنت «تعديلا» عن استراتيجية عسكرية جديدة تتصدى للتهديدات، مما يعيد إلى الأذهان سيناريو أجواء الحرب الباردة. فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي شهدت العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أزمات عدة أثناء توسع الحلف شرقا والحرب في كوسوفو أو النزاع الروسي الجورجي، ومما زاد من حدة التوتر قيام الكرملين بضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي مؤخرا ونشوب النزاع المسلح في شرق أوكرانيا، حيث ساهم هذا الأمر في فقدان فرص التعاون بينهما، مهددا بالوصول إلى مرحلة ضبابية وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة في شرق القارة الأوروبية. ومقابل الإجراء الروسي بنشر أكثر من ألف عنصر في أوكرانيا، يستعد الحلف الأطلسي إلى نشر آلاف الجنود من القوات الجوية والبرية والبحرية «خلال بضعة أيام». ومن هذا المنطلق، أقر الحلف أمس «خطة للرد السريع»، ووفقا لهذه الخطة قام بتشكيل قوة تدخل سريع من أربعة آلاف عنصر قادر على الرد خلال 48 ساعة على تحركات القوات الروسية، بدعم من بعض الدول السابقة من الكتلة السوفيتية. ويثير تقارب جمهوريات سوفيتية سابقة مع الحلف الأطلسي غضب السلطات في موسكو التي تعارض بشدة نوايا الحلف إزاء أوكرانيا.