استمر اتساع الفوضى في شرق اوكرانيا، وسيطر انفصاليون موالون لروسيا سيطروا امس الأربعاء على مبنى حكومي محلي ومقر للشرطة في بلدة هورليفكا بشرق أوكرانيا، فيما دعت موسكو حلفاءها في أمريكا اللاتينية دعمها في الأزمة الاوكرانية. من جانبها تبحث واشنطن اتخاذ تدابير اضافية دعمًا لاعضاء الحلف الاطلسي في شرق اوروبا القلقين من التحرك الروسي. وأكد مسؤول اوكراني تقارير اعلامية محلية أن الانفصاليين سيطروا على المباني، ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. وقال: «لقد سيطروا (الانفصاليون) على مقر الحكومة المحلية ومقر الشرطة» مضيفًا إنه ليست هناك أسلحة في مقر الشرطة. وفي لوغانسك، هاجم نحو ثلاثة آلاف متظاهر من الموالين لروسيا الثلاثاء مقر الادارة المحلية، وفق ما نقل مراسل وكالة فرانس برس. ورفع المتظاهرون العلم الروسي فوق المبنى، كما هاجم أيضا نحو الف متظاهر موال لروسيا مدعومين من حوالى 50 رجلًا مدججين بالسلاح مقر الشرطة المحلية في لوغانسك. ومساء غادر عناصر الشرطة الاوكرانيون المحاصرون مقرهم وسلموا اسلحتهم للمتظاهرين بحسب مراسل فرانس برس. ووفق شهود سيطر الانفصاليون على مبنى التلفزيون الحكومي ومقر المدعي العام في المدينة. وفي المحصلة، يحتل الموالون لروسيا مباني رسمية في 12 مدينة في شرق اوكرانيا. وتحدثت وسائل اعلام اوكرانية عن سيطرة الانفصاليين على مقر بلدية بيرفومايسك القريبة من لوغانسك. بوتين إلى القرم وأفادت وسائل إعلام روسية امس ان الرئيس فلاديمير بوتين سيزور للمرة الاولى القرم منذ الحاقها بروسيا لحضور العرض العسكري الذي ينظم في 9 مايو في ذكرى الانتصار على المانيا النازية. وسيزور بوتين مدينة سيباستوبول حيث مقر الاسطول الروسي في البحر الاسود بحسب معلومات اوردتها صحيفة كومرسانت والصحيفة الالكترونية «غازيتا.ار يو» نقلًا عن عدة مصادر بينها مصدر في وزارة الدفاع. ويمكن أن يتوجه الرئيس الروسي الى القرم بعد حضور العرض العسكري الرئيسي في الساحة الحمراء في موسكو. وقال مسؤول في وزارة الدفاع لصحيفة كومرسانت: إن الزيارة الى سيباستوبول «مدرجة على جدول الاعمال وأكدتها الادارة الرئاسية». وقالت المصادر نفسها: إن رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف سيرافق بوتين في هذه الزيارة. وتحتفل روسيا ودول اخرى في الاتحاد السوفياتي السابق بانتهاء الحرب العالمية الثانية في 9 مايو وليس 8 من الشهر نفسه كما تفعل دول اوروبا الغربية. وغالبًا ما يستغل بوتين مثل هذه المناسبات لتشجيع الحس القومي لدى مواطنيه ودعم سياسته. الاولوية لمنع «انتشار الإرهاب» من جهته أكد رئيس أوكرانيا الانتقالي أولكسندر تورتشينوف أمس أن أولوية كييف حاليًا هي «منع انتشار الإرهاب» في مناطق أخرى غير تلك التي يسيطر عليها عناصر موالون للكرملين من أسابيع. وقال تورتشينوف خلال لقاء مع حكام المناطق: «هدفنا الاساسي هو منع الارهاب من الانتشار من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الى مناطق اخرى». وأضاف «لقد قررنا أساسًا تشكيل ميليشيات محلية تضم متطوعين في كل منطقة في شرق البلاد لمساعدة قوات الجيش والشرطة». وقال تورتشينوف: إن القوات المسلحة الاوكرانية: «في حالة استنفار شامل» للقتال في حال حصول غزو من قبل القوات الروسية المحتشدة عند الحدود. وقال تورتشينوف: إن «قواتنا المسلحة في حالة استنفار شامل للقتال»، وأضاف إن «خطر أن تشن روسيا حربًا ضد أوكرانيا حقيقي». لافروف ورغم الحرب الدبلوماسية بينها، يعقد الاتحاد الاوروبي وروسياوأوكرانيا في الثاني من آيار/مايو في وارسو اجتماعًا مخصصًا لضمان وصول امدادات الغاز الروسي الى اوكرانيا والاتحاد الاوروبي. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حلفاء موسكو ذوي الاتجاهات اليسارية في أمريكا اللاتينية إلى تقديم الدعم في أزمة أوكرانيا. وقال لافروف في ماناجوا: «من المهم أن نزامن الساعات مع حلفائنا لضمان إجراءات متضافرة حول الشؤون الدولية». وأضاف لافروف في تصريحات للصحفيين قبيل لقائه رئيس نيكاراجوا دانيال أورتيجا إن روسيا وحلفاءها في المنطقة يدافعون عن حل سلمي للاضطراب في أوكرانيا عن طريق المفاوضات التي تضم جميع الأطراف. من جانبه، قال أورتيجا: إن العقوبات الأخيرة ضد القادة الروس من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «لا تفيد على أي حال من الأحوال». وأضاف: «نيكاراجوا تؤيد مبادرة روسيا الاتحادية لإيجاد حلول سلمية في سورية وأوكرانيا». وكان لافروف قد وصف العقوبات التي جرى تشديدها هذا الأسبوع في كلمة له بكوبا في وقت سابق بأنها «ضد المنطق السليم»، وقال: إن الغرب يحاول تغطية فشل سياسته تجاه أوكرانيا. وقال وزير خارجية كوبا برونو رودريجيز: إن توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) ناحية الشرق يشكل تهديدًا للأمن الدولي. قال كيري: «إن الأحداث في أوكرانيا بمثابة جرس الإنذار»، وأوضح أن الحلفاء الأوروبيين أمضوا أكثر من عشرين عامًا يعملون معًا لدمج روسيا في المجتمع اليورو-أطلسي، وقد بذلنا كل جهد ممكن لمحاولة بدء مسار جديد بعد عهد الحرب الباردة» زعزعة أمن أوروبا واتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا بأنها تسعى «لتغيير المشهد الأمني في أوروبا الشرقية»، وطلب منها أن «تترك أوكرانيا وشأنها». وحذر كيري في خطاب أمام مؤسسة أبحاث بواشنطن حول العلاقات الأمريكية الأوروبية من أن «أراضي حلف الأطلسي لا يمكن انتهاكها»، وأضاف «سندافع عن كل جزء منها». وقال المسؤول الأمريكي: «إن الأحداث في أوكرانيا بمثابة جرس الإنذار»، وأوضح أن الحلفاء الأوروبيين أمضوا «أكثر من عشرين عامًا يعملون معًا لدمج روسيا في المجتمع اليورو-أطلسي، وقد بذلنا كل جهد ممكن لمحاولة بدء مسار جديد بعد عهد الحرب الباردة». وأشار إلى أن تصرفات موسكوبأوكرانيا تظهر أن «روسيا تلعب طبقًا لمجموعة مختلفة من القواعد»، معلنًا أن روسيا من خلال «احتلالها للقرم وزعزعتها بالتالي للاستقرار في شرق أوروبا تسعى إلى تغيير المشهد الأمني في شرق ووسط أوروبا». سفينتان فرنسيتان لروسيا إلى ذلك ذكر ممثل فرنسا الدائم لدى الامم المتحدة جيرار أرو امس أن تسليم سفينتين حربيتين فرنسيتين إلى روسيا لن يتأثر بالعقوبات الحالية التي فرضها الاتحاد الاوروبي على مسؤولين روس في ضوء الوضع في أوكرانيا طبقًا لما ذكرته وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للانباء. ونقلت الوكالة عن أرو قوله: «في الوقت الحالي، تسليم السفينتين لن يتأثر بالعقوبات» مضيفًا إن العقوبات تستهدف فقط أفرادًا. وأكد أرو «بالطبع، إذا كانت هناك عقوبات جديدة، يتعين احترامها لكن حتى الان العقوبات لن تؤثر على عمليات التسليم». وكانت روسياوفرنسا قد وقعتا في عام 2011 تعاقدات بقيمة 1.2 مليار يورو لبناء حاملتي طائرات مروحية «من فئة ميسترال» للبحرية الروسية. وسيجرى تسليم حاملة الطائرات المروحية الاولى «فلاديفوستوك» بحلول نهاية العام، ومن المقرر تسليم الحاملة الثانية «سيفاستوبول» خلال العام المقبل. يذكر أن حاملتي الطائرات المروحية اللتين ستعملان في الاسطول الباسيفيكي الروسي قادرتان على حمل 16 مروحية وأربعة قوارب إنزال و70 مركبة مدرعة و450 جنديًا حسب نوفوستي. دعم دول البلطيق وأعلن المتحدث باسم البنتاغون أن الأخير يبحث اتخاذ تدابير إضافية دعمًا لأعضاء الحلف الاطلسي في شرق اوروبا القلقين من التحرك الروسي في اوكرانيا، وخصوصًا عبر تعزيز التدريبات العسكرية المقررة في يونيو في دول البلطيق. وقال الاميرال جون كيربي للصحافيين: إن تدريبات «بالتوبس» البحرية المتعددة الطرف ونظيرتها البرية «سايبر سترايك» مقررة «منذ وقت طويل»، لكن البنتاغون يدرس «تعزيزها بوسائل اضافية موجودة سلفًا في اوروبا، ربما تكون مزيدًا من الطائرات وربما مزيدًا من السفن». وعرض وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل هذا الاحتمال لنظيره الاستوني سفين ميكسر خلال لقائهما في البنتاغون بحسب المصدر نفسه. وسيجتمع هيغل بعد الظهر بنظيره التشيكي مارتن ستروبنيكي. وإضافة إلى إرسال قوة جوية إلى بولندا، أرسلت الولايات المتحدة أربع مجموعات يضم كل منها 150 عنصرًا إلى بولندا ودول البلطيق الثلاث التي انضمت الى الحلف الاطلسي العام 2004. وقد وصلت آخر هذه الكتائب الاثنين الى استونيا. واوضح المتحدث ان هذه المجموعات ستحل محلها لاحقًا وحدات أمريكية أخرى متمركزة في اوروبا، لكن هذا الوجود العسكري «سيستمر حتى نهاية العام». واذ تطرق الى المكالمة الهاتفية الاثنين بين هيغل ونظيره الروسي سيرغي شويغو والتي استمرت 45 دقيقة، اقر كيربي بتباعد المواقف بين الرجلين وقال: إن «الجانبين متفقان على أنه آن الأوان لخفض التوتر و(بلوغ) حلول دبلوماسية سليمة وصلبة، لكن التباين يكمن في كيفية تحقيق هذا الامر». وخلال لقائه رئيس وزراء لاتفيا لايمدوتا ستروجوما في البيت الابيض، كرر نائب الرئيس الامريكي جو بايدن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في الحلف الاطلسي، وفق بيان للرئاسة الامريكية. وقال البيان: إن «المسؤولين بحثا الاهمية القصوى لتعزيز امن الطاقة في اوروبا بفضل خطوات منسقة تتخذها الدول الاوروبية».