افتقد الحائليون صوت مدفعهم الرمضاني بعد أن توقف عن العمل، لإحالته إلى التقاعد دون أسباب معروفة، رغم أنه كان يعد مظهرا من مظاهر الشهر الكريم وارتبط بروحانيته، لكن الحياة توقفت في قلبه بعد أن كان يعد إرثا تاريخيا ومعلما من معالم حائل. فبعد ان كان المدفع يرافقهم في صومهم وافطارهم فضل الصمت تاركا احياء العليا ومغيضة والزبارة وغيرها تحكي ذكرياته، فيما يتناقل كبار السن الاحاديث عنه في الوقت الذي يراه الصغار ضربا من خيال. وكان المدفع يقذف تسع قذائف من البارود لاعلان دخول رمضان وتسعا اخرى لحلول عيد الفطر، وكان الصائمون يفطرون على صوت قذيفة واحدة عن الافطار واخرى عند السحور، هكذا كانت مهمة مدفع رمضان بقذيفة القماشية المحشوة بالبارود، التي تنطلق من فوهته في قلعة عيرف وسط مدينة حائل التي انشئت في القرن الحادي عشر. جيل الشباب في حائل اكدوا ان ما يعرفونه عن مدفع رمضان لا يتجاوز الاحاديث الشفهية التي تلقى هنا وهناك، وطالبوا باعادة الحياة لهذا الموروث الجميل وعدم السماح له بالتقاعد، مبررين ذلك بضرورة ربط الماضي بالحاضر لتكون الثقافة متصلة.