عشرون عاما ونيف من الزمن هي المدة التي توقف فيها مدفع رمضان في المدينةالمنورة عن العمل، بعد أن أحيل إلى التقاعد دون أسباب معروفة رغم أنه كان يعد مظهرا من مظاهر الشهر الكريم وارتبط بروحانيته، لكن توقفت الحياة في قلب ذلك المدفع بعد أن كان يعد إرثا تاريخيا ومعلما من معالم طيبة الطيبة. الباحث في تاريخ المدينةالمنورة الدكتور تنيضب الفايدي قال ل«عكاظ»: تحتضن المدينةالمنورة منذ عقود من الزمن مدفعين أحدهما في جبل سلع والآخر في القلعة التركية في ناصية قباء وقد كان المدفعان معروفين منذ عهد الأتراك أو العهد العثماني، ويعلن من خلالهما إشعار المسلمين بوقت دخول الشهر الكريم وكذلك العيد، كما يتم خلالهما الإفطار. أشار الفايدي إلى أن المدفعين لهما إرث تريخي، حيث تطلق في ليلة رمضان عدد من الطلقات بعد أن يثبت دخول الشهر من قبل الجهات الرسمية، ويتجمع الأطفال في مكان معروف ويرددون بعض الكلمات الجميلة من ضمنها «جابوه. جابوه. ولد العري طهروه. والفانوس علقوه. والإتريك ولعوه» وكلمات أخرى جميلة حيث تدخل أصوات المدفع البهجة والسرور في نفوس أهالي المدينة وخصوصا الأطفال. كما أن المدفع كان يرتبط بليلة العيد، حيث ما إن يعلن العيد حتى تطلق عدد من الطلقات. وأكد الدكتور تنيضب الفايدي ضرورة إعادة الخدمة لهذين المعلمين اللذين يعدان من الرموز الجميلة التي ارتبطت بهذه المناسبات الدينية، وقال «لا بد من إعادة المدفعين إلى العمل، ليفطر الصائمون على صوتهما ويمسكون على صوتهما أيضا».