يُعد مدفع رمضان أحد المظاهر الرمضانية قديماً، وافتقد أهالي مدينة حائل وضواحيها خلال الأعوام الماضية صوت المدفع بعد أن صمت عن دويه المتزامن مع صوت الأذان، وسكنت القذائف التي كانت تنطلق من فوهته في قلعة «عيرف» وسط مدينة حائل، التي بنيت في نهاية القرن ال11 الهجري ثم توالت الأضافات والإصلاحات عليها، وهو ما جعلها قلعة متقدمة ومثالية للمراقبة والدفاع عن المدينة، التي تحتضن مدفع رمضان. مدافع رمضان تعد تقليداً عثمانياً منذ 1860، وهو الوسيلة الإعلامية لإعلان دخول الشهر أو حلول العيد. وكان المدفع يقذف تسع من قذائفه القماشية المحشوة بالبارود قذائف من البارود لإعلان دخول رمضان وتسعاً أخرى عند حلول عيد الفطر. وأصبح المدفع رمزاً من رموز شهر رمضان المبارك. غير أن هذا المدفع لم يسمع له أي دوي منذ أعوام عدة، وذلك بعد تعدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي أصبحت تنبيه الصائمين إلى تلك المواعيد. يتساءل فاهد الشمري (أحد كبار السن): «أين ذهب ذلك الدوي المنبعث من قلعة «أعيرف» الذي ينبهنا لموعد الإفطار؟، خصوصاً الأحياء القريبة من القلعة كبرزان ومغيضة ولبدة وغيرها». وأضاف: «لماذا لا تجرى صيانة وإعادة تأهيل للمدفع؟» ويتمنى الشمري أن يعاد النظر في استئناف عمل ذلك المدفع الذي أصبح جزءاً من التقاليد الرمضانية في حائل. أما حامد الزميلي فقال: «أصبح المدفع الرمضاني جزءاً من التراث الحائلي الذي يجب ألا يندثر» ويتابع: «كان لدوي المدفع الأثر الكبير في نفوسنا وبخاصة قبل بداية الإفطار تجد الكثير من يقف عند باب منزلة ينتظر صوت المدفع، منبهاً أهل حائل. بموعد الإفطار. ولقد افتقدناه خلال الأعوام الأخيرة». وطالب بإعادة الحياة لهذا التقليد.