هل نحن على أبواب حرب جديدة على غزة، ستكون الرابعة منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005، والثالثة منذ سيطرة حماس عليه في2007؟.. سؤال يتردد على لسان كل مواطن فلسطيني في أعقاب التصعيد الإسرائيلي، والرد الصاروخي الفلسطيني اليومي على البلدات والمدن الإسرائيلية، والتهديد الإسرائيلي بشن حرب تدميرية على غزة للقضاء نهائيا على حماس وباقي فصائل المقاومة. الأنباء المتواترة تتحدث عن محاولات أخيرة يقوم بها جهاز المخابرات المصرية مع كل من الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل لتفادي الحرب المرتقبة، وتقول المصادر إن الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة، إما باستمرار التهدئة الموقعة برعاية مصرية في نوفمبر2012، أو حرب قادمة لا محاولة، وسط تهديدات الطرفين حماس وإسرائيل لللآخر بحرب تختلف عن الحروب السابقة. وأفادت مصادر مقربة من حماس بأن الحركة أبلغت الوسيط المصري أنها غير معنية بأي تصعيد في غزة، وأنها في حالة دفاع عن شعبها. في حين تناقلت مصادر غير رسمية أن تفاهما على تهدئة متبادلة للأوضاع الميدانية في غزة على أن يلتزم الجانب الإسرائيلي بوقف الاعتداءات. وقالت المصادر إن المخابرات المصرية أجرت اتصالات بعدد من فصائل المقاومة في غزة وحركة حماس في محاولة لمنع تأزم وتصاعد الأحداث ووقف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وأضافت أن وقفا غير معلن لإطلاق صواريخ غزة بدأ سريانه مع دخول منتصف ليل أمس الأول، ولكن إسرائيل أعلنت سقوط خمسة صواريخ أطلقت من غزة أمس الأول تجاه البلدات الإسرائيلية، فيما أعلنت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال شنت غارتين على موقعين شرق مدين غزة، وعلى بلدة عبسان شرق مدينة خانيونس. وكان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هدد بشن هجوم واسع على غزة في حال لم يتم وقف الصواريخ خلال 24 ساعة، إذ بدأت إسرائيل بحشد دباباتها وقواتها البرية على حدود القطاع، ونشرت عددا من منظومة القبة الحدجية المضادة للصواريخ الفلسطينية. غير أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ردت على تهديدات نتنياهو بالقول «إن أي حرب مقبلة على غزة لن تكون نزهة كالحروب السابقة، وأن إسرائيل ستتفاجأ من رد المقاومة الفلسطينية، وأن الشعب الإسرائيلي سيتحمل نتيجة غطرسة وغرور قادته».