واصلت قوات الاحتلال تصعيد هجماتها على قطاع غزة وقتل المدنيين، فارتفع عددهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى سبعة شهداء ونحو 55 جريحاً مدنياً، في وقت ردت فصائل المقاومة بإطلاق زخات من الصواريخ وصلت إلى بلدات إسرائيلية تقع على بعد أكثر من 40 كيلومتراً من القطاع. ومن بين الشهداء السبعة في الغارات الجوية والقصف المدفعي ثلاثة أطفال، فيما أصيب 54 فلسطينياً بجروح متفاوتة، من بينهم 12 طفلاً، وثمان سيدات، ومن بين الجرحى 10 في حال الخطر. كما تم تدمير خمسة منازل تدميراً جزئياً، وثلاث منشآت صناعية، ورابعة تابعة لشركة توزيع الكهرباء، ومزرعة لتربية المواشي والطيور، ما تسبب في نفوق عشرات الأغنام والطيور. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع تدريب ومناطق مفتوحة، فيما دخل القادة الإسرائيليون السياسيون والعسكريون في «مزاد علني» رفع وتيرة التهديدات بشن حرب جديدة على القطاع. وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن 40 صاروخاً سقطت أمس على بلدات محاذية للقطاع وأخرى بعيدة، ما أسفر عن إصابة سبعة مستوطنين بجروح في سديروت وأسدود، فيما لحقت أضرار بمصنعين وسيارات ومباني ودفيئة زراعية. ودانت حكومة غزة «العدوان الصهيوني الآثم» على المدنيين، ودعت المجتمع الدولي الى «لجم العدوان»، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن «العدوان المتجدد». كما حمّلت حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» والفصائل الأخرى الاحتلال المسؤولية كاملة عن «التصعيد الدموي الخطير»، وطالبت «الجهاد» التي أطلقت نحو 100 صاروخ وقذيفة، قوى المقاومة ب «وحدة الموقف إزاء هذا العدوان الغاشم الذي سيدفع الاحتلال ثمنه غالياً». وكان 4 جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح خطيرة، أحدهم في حال موت سريري، في هجوم بقذيفة مضادة للدبابات على سيارة جيب عسكرية تبنته «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية ل «الجبهة الشعبية» أول من أمس على حدود القطاع الشرقية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته أمس، إن «الجيش الإسرائيلي مستعد لتصعيد رده أمام المحاولات للاعتداء على إسرائيل، ونحن جاهزون لتصعيد ردنا إذا اقتضت الضرورة ذلك». وأضاف: «إسرائيل لن تبقى مكتوفة اليدين إزاء استمرار هذا العدوان، والجيش يقوم بتوجيه ضربات مؤلمة إلى المنظمات الإرهابية العاملة في القطاع». من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن «الجيش يوجه ضربات موجعة إلى الفلسطينيين في غزة، ولا نقبل بمحاولة الفلسطينيين تغيير قواعد اللعبة من خلال جعل المعركة على الحدود فقط وإنما نعمل على أن يعود الجيش الى العمل داخل القطاع». وسعى باراك الى طمأنة الإسرائيليين قائلاً إن «منظومة القبة الحديد غيّرت الوضع في شكل جوهري، وأنه بالمقارنة مع الوضع القائم في غزة قبل عشر سنوات، فإن الأمر تغير في شكل كبير»، معتبراً أن «إسرائيل تعيش مخاضاً صعباً وصراعاً شديداً مع الفلسطينيين في غزة». وتوعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحق أهارونوفيتش خلال زيارته سديروت «حماس» وحملها المسؤولية، وقال: «حان الوقت للعمل بحزم لإزالة هذا التهديد عن سكان الجنوب. سأوصي بضرب المسلحين ورؤوس قادة حماس بعمليات القتل المستهدف، إذا لزم الأمر، واستهداف البنية التحتية، وكل ما هو ضروري لإزالة التهديد واستعادة الردع الإسرائيلي». كما اعتبر وزير حماية الجبهة الداخلية آفي ديختير، أنه «لا يوجد حل سحري لإيقاف إطلاق الصورايخ من قطاع غزة، وأن عملية وقف الصواريخ ستستغرق مدة طويلة».