شهر رجب هو الشهر الحرام في منتصف العام الهجري نوه القرآن الكريم به ضمن الأشهر الحرم، فقال تعالى : {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}. ( التوبة: 36). وأوجه القارىء العزيز لمراجعة هذه الآية، وقد سبق أن ذكرت في مقال قديم سابق أن التعبير القرآني «أنفسكم» المقصود به بعضكم بعضا.. أي لا يظلم بعضكم الآخر. وشهر رجب كله يذكرنا بالإسراء والمعراج ففيه أسري بالنبي عليه الصلاة والسلام من مكةالمكرمة إلى بيت المقدس. والإسراء في ليلة واحدة بين المدينتين مكةالمكرمةوالقدس معجزة عظمى، فنحن نسمع ممن سافر أسلافه على ظهور الإبل أن الرحلة من مكة إلى المدينةالمنورة كانت تستغرق أربعة عشر يوما وعلى ذلك فإن الإسراء إلى القدس يكون ثلاثة أضعاف المسافة بين مكةوالقدس أي أن الرحلة العادية على ظهور الإبل كانت تستغرق نحو 40 يوما. هذه واحدة. الثانية : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر قومه بعد أن أسري به، وقد كذبوه بل إن بعضا ممن أسلم ارتد، لكن الله سبحانه قال {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}. ولو كان هناك أدنى شك لما قبلت العرب بالإسلام لكنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وقد اجتمع عليه الصلاة والسلام بالأنبياء من قبله في القدس وتحدث مع إبراهيم وموسى وعيسى .. ثم قال رسول الله مثنيا على ربه «الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة الناس بشيرا ونذيرا، وأنزل علي القرآن تبيانا لكل شيء وجعل أمتي خير الأمم وجعلهم أمة وسطا وجعلهم الأولين والآخرين وشرح لي صدري ووضع وزري ورفع ذكري، وجعلني فاتحا وخاتما» .. راجع (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي .. والشهيرة بالسيرة الشامية وهي في عشرة مجلدات. وخلال المعراج وهو المعجزة العظمى فرضت الصلاة على المسلمين وسأل موسى محمدا رسول الله عليهما الصلاة والسلام : ماذا افترض ربك على أمتك ؟ قال : خمسين صلاة . فقال له : إرجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك . ومازال يراجع النبي محمدا عليهما الصلاة والسلام حتى جعلها ربنا خمس صلوات في اليوم والليلة. ثالثا : ندعو الله ونلح في الدعاء أن يرد المسجد الأقصى وفلسطين إلى أهلهما إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.. السطر الأخير : {والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}.