.. من منطلق قول الحق سبحانه وتعالى بسورة إبراهيم «أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله»، أسترجع وإياكم حضرات القراء ذكرى الإسراء والمعراج الذي صح بأغلبية مرويات المؤرخين أنه تم في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب المحرم تكريماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلاماً بأهمية الصلاة التي تلقى الرسول عليه الصلاة والسلام الأمر بفرضها مباشرة من رب العزة والجلال. فقد جاء بصحيح البخاري في كتاب «الصلاة» باب «كيف فرضت الصلاة في الإسراء» بعد رواية رحلة المعراج ومرور النبي صلى الله عليه وسلم على إخوانه الأنبياء عليهم السلام ما نصه: «قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك، وحتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعني فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى، قلت وضع شطرها، فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت. فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك». قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله «إن الرئيس يرسل المعاملة للموظف فإذا كانت لها أهمية شرح له عليها بالاستعجال، أو كلمه بالهاتف، للاهتمام بها تلك القضية لكن عندما يكون لها شأن لا يدانى يطلب الموظف لمكتبه ويسلمه المعاملة بيده ثم يأمر بما يجب عليه اتخاذه، وهكذا كان شأن الصلاة – ولله المثل الأعلى – عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ليتلقى الأمر بفرضية الصلاة مباشرة من رب العزة والجلال. وإذا كانت الليلة هي ليلة الإسراء فإن من المستحسن في هذه الليلة.. بل وفي كل ليلة التقرب إلى الله بالصلاة في جوف الليل وبر الوالدين وصلة الرحم، والإحسان بالإنفاق خاصة على الذين لا يسألون الناس إلحافاً وإفشاء السلام. فقد جاء في صحيح مسلم رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله في من عنده». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة