.. الليلة هي ليلة الإسراء والمعراج بإجماع أهل العلم أنها تمت ليلة السابع والعشرين من شهر رجب المحرم تكريما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما لقي من ثقيف من حيف، وما عاناه من ألم بوفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وجده عبد المطلب وأيضا اعلاما بما للصلاة من أهمية، إذ جاء بصحيح البخاري في كتاب (الصلاة) باب كيف فرضت الصلاة في الاسراء بعد رواية رحلة المعراج ومرور النبي صلى الله عليه وسلم على اخوانه الأنبياء عليهم السلام ما نصه: «قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك، وحتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعني فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى، قلت وضع شطرها، فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت. فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي. فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك فقلت: استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك». وللتدليل على أهمية الصلاة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن، ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة»، أنه عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ليتلقى الأمر بفرضية الصلاة مباشرة من رب العزة والجلال التي قال عنها صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام مسلم: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة». وإذا كانت الليلة هي ليلة الاسراء من المستحسن في هذه الليلة .. بل وفي كل ليلة التقرب إلى الله بالصلاة في جوف الليل وبر الوالدين وصلة الرحم والاحسان بالانفاق خاصة على الذين لا يسألون الناس الحافا وافشاء السلام، فقد جاء في صحيح مسلم رحمه الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله في من عنده». فاذكروا الله عباد الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم وكل عام والجميع بخير إن شاء الله.