يا سيدي يا والدي.. علمتنا بتلقائيتك ما لم تعلمنا الكتب والخطب والمقالات، والإعلام بأسره. علمتنا بعفويتك معنى.. «الحاكم إنسان» في زمن صنع المزلفون والأفاقون والظالمون لأنفسهم عروشا من الوهم والكذب والعظمة الزائفة المقيتة جعلتنا نرى في الحاكم إنسانا يمرض فتراه على سرير المرض، يتألم ويشتكي ويسأل الآخرين الدعاء له، ونراه كائنا يحن ويحضن وتدمع عيناه حزنا على فقيد له أو للوطن، نراه أيضا يألف الآخرين، يمد للعاجز يده وتأبى نفسه أن يمد يده ليقبلها الآخر، نراه كذلك يأكل من أيدي أبناء الوطن الذين يسعون في سبيل لقمة عيشهم الكريمة. هكذا أنت عبدالله الإنسان بكلماتك الصادقة التي لم تعرف تلوين البلاغة، ولا زخرفة الإنشاء. أنت بكلماتك الصادقة بنيت في قلوب شعبك حبا صادقا لا يقدر عليه البلغاء والشعراء والكتاب، لقد حولت كلماتك واقعنا إلى رفاهية وتطوير وإنجاز يشعر به كل إنسان في هذا الوطن. يا سيدي أنت ملك للإنسانية، ورائد للتطوير، وإنسان صادق وستبقى كلماتك يتردد صداها في أعماقنا على مدى الزمن.