تعاني المدينةالمنورة من نقص شديد في المتنزهات، بما لا يواكب تطلعات الأهالي الذين يضطرون إلى استئجار الاستراحات بمبالغ باهظة، كما أن الطبقة المتوسطة لا يجدون مكانا آمنا ومنظما لقضاء بعض أوقاتهم، سوى منتزه بري وحيد بعيد عن المدينة بمسافة أكثر 30 كيلو مترا، كما أنه غير آمن خاصة في فترات الليل. واستبشر أهالي المدينة خيرا عند علمهم بإنشاء متنزه في طريق المدينةتبوك، وصمم المتنزه البري على شكل يراعي خصوصية المجتمع السعودي، حيث توجد كبائن عائلية تبعد عن الأخرى بمسافة روعي فيها الخصوصية، وانتهى عمل الجهة المكلفة بإنشاء المتنزه البري منذ فترة طويلة، إلا أن المنتزه المذكور مازال مغلقا لأسباب مجهولة. ويبدي عدد من أهالي المدينة اندهاشهم من عدم تفعيل عمل المنتزه البري وغلق أبوابه حتى الآن، آملين أن تزال العقبات التي تحول دون افتتاحه، ليستقبل الأهالي ويكون ملاذا جيدا للأسر لقضاء إجازاتهم وأوقات فراغهم في مكان آمن تتوافر فيه الخدمات الضرورية. يقول المواطن أحمد غالب في هذا الإطار: أستغرب عدم افتتاح المنتزه البري الواقع في طريق تبوك، حتى الآن، خاصة عندما شاهدنا المتنزه من الخارج تجده كبير الحجم ويراعي الخصوصية من حيث أماكن استقبال الأهالي، فنحن أهالي المدينة لا يوجد لدينا متنفس سوى أسواق المركزية وأصبحنا نذهب إلى الأسواق مع عدم احتياجنا إليها سوى للنزهة بسبب قلة أماكن الترفيه خاصة البرية وأضاف: يضطر الأهالي إلى اللجوء للمخططات السكنية غير المعمرة لتقضية وقت النزهة، إلا أن هذه المخططات لا تراعي الخصوصية، كما أنها تفتقد إلى التنظيم الجيد، بالإضافة إلى أنها غير آمنة للأسر، حيث ينتشر بها سائقو الدبابات التي تؤجر على المراهقين دون مراقبة وتنظيم من الجهات المختصة، وطالب أحمد بضرورة افتتاح المنتزه البري بأسرع وقت ممكن ليكون التنظيم بشكل يواكب تطلعات أهالي المدينةالمنورة. يشاطره الرأي فؤاد غازي مضيفا أن العائلات في المدينةالمنورة تقع في حرج مع أبنائها خاصة أيام الإجازة الرسمية فنحن لا نعلم أين نتنزه فالأبناء أصابهم الملل من الأسواق المركزية، فأضطر للذهاب بهم إلى جدة أو الطائف لكي يكسروا روتين الدوام بمتنفس حقيقي يجعلهم يقدمون إلى أعمالهم بكل نشاط وحيوية، لافتا أن المتنزهات البرية في المدينة تعاني من نقص شديد في التنظيم بسبب بعدها عن المدينةالمنورة ما يجبر الأهالي للذهاب والعودة مبكرا بسبب بعدها، بالإضافة إلى افتقاد الإنارة، كما أنها تستقبل الجميع شبابا وعائلات، ما يجعل المنتزه غير آمن خصوصا عندما تغيب الشمس، مناشدا الجهات المختصة بتوفير مناخ مناسب وأماكن مستقلة للعوائل لقضاء وقت ممتع وجميل تحت تنظيم جيد يراعي النواحي الأمنية والاجتماعية، كما طالب الجهات المختصة في المنتزه البري الواقع في طريق تبوك بإزالة العوائق التي تحول دون افتتاحه بأسرع وقت ممكن. ويتساءل لؤي بخاري: لماذا لا تستغل الأراضي البيضاء في المدينة والموجودة في أطراف المدينة في إنشاء منتزهات برية للأهالي الذين يستحقون الكثير من الجهات ذات العلاقة في النشاط السياحي، مؤكدا عدم وجود حديقة ألعاب مكتلمة النمو تستطيع أن تذهب إليها مع أبنائك وتقضي معهم وقتا للتنزه، كما لا توجد منتزهات برية تواكب طموح أهالي المدينةالمنورة بسبب غياب التنظيم وكذلك لبعد مسافاتها عن المدينة، في ظل نقص أماكن الترفيه سواء البرية أو مدن الألعاب، ما يضطر الأهالي لقضاء الإجازة مع الأسرة في المطاعم والأسواق، حيث لا يوجد متنفس طبيعي تستطيع الأسرة من خلاله قضاء وقت ممتع. وطالب لؤي الجهات المسؤولة عن المنتزه البري بسرعة افتتاحه لتوفير أجواء أسرية مريحة، مشددا على ضرورة تنظيمه بشكل يرضي الأهالي، مع توفير مساحات لألعاب الأطفال وتنظيم حركة سير الدبابات وجعلها في طرق مخصصة لها، كما لفت إلى ضرورة توفير الخدمات الضرورية في المنتزه، وأن يخصص وقت للعوائل ووقت للشباب لكي ينعم الجميع بالخصوصية، كما أكد على أهمية استحداث متنزهات أخرى لاستقطاب كافة أهالي المدينة الذين حلموا لسنوات بتحقيق آمالهم في أماكن ترفيهية مناسبة تراعي جميع الأذواق.