إن من المؤسف حقا والموجع للقلب صدقا، أن تهان بواقي الأطعمة بوضعها في حاوية القمامة مما لا يرتضيه ذوو الألباب المستبصرة، فضلا عن أهل الإسلام الذين كرمهم الله بهذا الدين، وحديثي إليكم عن فائض الأطعمة من الأسواق التجارية، خصوصا الكبرى منها، كالمتبقي من الفواكه والخضار، والخبز واللحوم وغيرها، وكذلك المتبقي من ولائم الافراح والمناسبات، وفائض أطعمة المطاعم والمطابخ وما أكثرها، والمتبقي من أطعمة الأسر، وأختصر مقالي في أسئلة متعددة، لعلها تعالج هذا الأمر المهم. أولا: وجوب إكرام المتبقي من الأطعمة فما يصلح منه للأكل يحفظ ويؤكل فيما بعد أو يعطى للأسر المحتاجة، وإن لم يكن صالحا للأكل فيعطى للبهائم والدواب والطيور، ولا يرمى في حاوية القمامة. ثانيا: يعتصر قلوبنا الألم ونحن نرى المتبقي من الأطعمة، سواء من الأسواق التجارية أو من فائض المناسبات والزواجات، والولائم، والمطاعم والمطابخ، يرمى في حاويات القمامة، وكم شاهدت وشاهد غيري تلك الصور من مخلفات الأطعمة التي تدل على السرف والتبذير. ثالثا: أين العقلاء من أعيان المجتمع الذين لهم كلمة مسموعة بين أقرانهم؛ ليبينوا خطورة هذه الظاهرة، ألا ينصحون؟! ألا يوجهون؟!!! رابعا: لماذا لا تضع الأمانات والبلديات الضوابط المناسبة والحلول، وإلزام أصحاب الأسواق التجارية بها؟!! خصوصا الأسواق الكبرى، بأن يعطى ما يتبقى لديهم من الأطعمة كالفواكه والخضار واللحوم، مما لا يصلح للبيع، ولكن يصلح للأكل، بأن يعطى للمحتاجين من الفقراء والمساكين؟!. خامسا: أين دور المؤسسات والشركات التجارية عن المساهمة في حفظ النعمة؟! وأن يكون لهم دور فاعل في ذلك؟! سادسا: أين دور التجار في حفظ النعمة، وأين مساهمتهم في وضع الحلول لظاهرة رمي فائض الأطعمة في حاويات القمامة؟ سابعا: أين دور الإعلام بكافة أنواعه عن التوعية المستمرة في وجوب حفظ النعمة، وإيصال الحلول المناسبة لملاك الأسواق التجارية، ولعموم المواطنين والمقيمين؟! نريد منهم نشر الوعي وبذل المزيد للحد من هذه الظاهرة حتى تزول تماما. يجب أن يستدرك هذا الأمر، وتوضع له الحلول، وأن تستنهض الهمم؛ للمحافظة على النعم وإكرامها من قبل الجهات الحكومية المختصة، ومن قبل الناس أنفسهم، لإنه إن استمر أولئك المبذرون على ما هم عليه، فقد تتعرض هذه النعم للزوال. عمر عبدالله المشاري