مرت علينا خلال السنوات الماضية تغيرات مناخية تؤكد أنها مؤشر لتغير الأجواء على سطح الكرة الأرضية وظهر هذا التغير بشكل واضح على أجواء المملكة بشكل عام وعلى مختلف المناطق. وتؤكد التوقعات أننا في بداية التغيرات المناخية وستستقر كما ستزداد العوامل الجوية وخاصة الأمطار وستشكل السيول أخطارا مؤكدة إذا لم تتخذ الإجراءات المناسبة. قل أن تأتي السيول المتوقعة بما لم نحب يجب أن ندرك أن منطقة جازان منطقة زراعية وكامل مساحتها أراض زراعية تعتمد في ريها على المياه المتدفقة في الأودية وهذا مؤشر أن عددا كبيرا من الأودية تخترق أراضيها. وما نخشاه الآن بعدما تأكد أن المتغيرات المناخية في ازدياد أن تكون القرى والمدن عرضة للكوارث وذلك لعدة أسباب: 1- التوسع السكاني، ففي القرى غالبا ما يكون التوسع في الأودية كون القرى تقام قريبة من المزارع أو في داخلها. أما في المدن فالمطمع يجعلهم يقيمون المخططات في داخل الأودية والشواهد كثيرة ومشاهدة. 2- طريقة الري سابقا منفذة بشكل يمكن من خلاله ري كافة الأرض ولهذا نجدها سابقا منفذة على معظم أو كل المياه المتدفقة في الأودية، وطريقة الري هذه تتحكم فيها العقوم المقامة والتي يعتمد عليها في توزيع السيول المتدفقة في الأودية على مختلف الأراضي. الرأي المطروح الآن حول العقوم المقامة لري الأراضي والذي يرى أنها سبب كوارث السيول، هذا الرأي لا يمكن الأخذ به وعلى من يقول بذلك أن يدرك أن تلك العقوم هي أهم من يتحكم في توقف السيول بغزارة وتفيد في ري الأراضي بطريقة سهلة. وأخيرا وهو الأهم أدعو المسؤولين في المنطقة لإدراك التغيرات المناخية وتأثير العوامل الجوية وخاصة الأمطار والسيول وإلى تشكيل لجنة سلامة من كافة الجهات المسؤولة وأصحاب الخبرة من الأهالي للمرور على القرى في المنطقة وكذلك المدن والتأكد من سلامتها من تدفق السيول المتوقفة. وإذا وجدت أي قرية أو مدينة معرضة للكوارث السيول فتتخذ الإجراءات مبكرا لسلامتها. والأكثر أهمية أن يصدر عن اللجنة تقرير مفصل عن الأوضاع والمطالب الواجب اتخاذها.