لم يزل غياب التنسيق بين الجهات الخدمية في المدينةالمنورة قائما، فما إن تنتهي جهة من عملها وتسفلت الشارع، حتى تأتي أخرى لتعيد عمليات الحفر لتنفذ مهامها، وما تلبث أن تردمها، فتظهر جهة ثالثة تعيد الحفر والردم وهلم جرا، لدرجة استحالة أن يمر شهر كامل في بعض الشوارع دون أن يشهد حفريات، ما يؤثر سلبا على جودة الرصف ويعيق حركة السير ويتسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالمركبات، فيما ينتظر الأهالي في بعض الأحياء حفريات جديدة مع إشراقة شمس كل يوم جديد. ويؤكد الأهالي أن ظاهرة تهالك الشوارع والطرقات تتنامى يوما بعد آخر، وبات سوء السفلتة أحد أهم سمات شوارع المدينةالمنورة، ما يتطلب التدخل العاجل من قبل الجهات المختصة، لوضع حد لهذه الظاهرة، فيما يرى قائدو المركبات أن الحفريات والمطبات وسوء السفلتة أصبحت جميعها تنهش أجساد سياراتهم، في غياب واضح لدور أي من الجهات الرقابية. وطالب الأهالي الجهات المعنية بمراقبة المشاريع لضمان تنفيذها بالشكل المأمول للتغلب على ما وصلت إليه عمليات السفلتة الرديئة التي أصبحت علامة فارقة في شوارع المدينةالمنورة، حيث يقول عادل اليحيوي: رغم ما تشهده المدينةالمنورة من تطور عمراني ملحوظ، لا تزال طرقنا متهالكة -على حد وصفه-، مضيفا: يفاجأ القادم من جدة إلى المدينةالمنورة على طريق خط الهجرة، والقادم من طريق القصيم بأعمال الصيانة التي تنفذها إحدى الشركات ما يؤدي إلى تعطل العابرين إلى المدينةالمنورة. ويرى عبدالله الأحمدي أن الأضرار لم تعد تتوقف عند تضرر المركبات، بل تعدت أكثر من ذلك بحيث أصبحت صورة الشوارع سيئة للغاية، ما يعكس ضعف الرقابة على شوارع طيبة الطيبة -بحسب قوله-، ويلقي الأحمدي باللوم على الشركات المنفذة للمشاريع حيث تعمد إلى ترقيع الشارع بعد فقد السفلتة القديمة، الامر الذي يسبب ارتباكا شديدا في حركة المرور، إضافة إلى الحوادث المرورية التي تعود أسبابها إلى تهالك السفلتة وانتشار الحفريات ما يربك السائق ويدفعه للتوقف المفاجئ خوفا على مركبته فتحدث التصادمات. وأكد ناصر الجابري على ضرورة تشديد الرقابة من قبل أمانة المنطقة على الشركات المنفذة لأعمال الطرق، وحثها على سرعة الإنجاز والدقة في التنفيذ مع التقيد بشروط السلامة، ومتابعة الأعمال والمراحل أثناء تنفيذ المشروعات، مع فرض عقوبات مالية رادعة بحق المقاولين الذين ينفذون المشروعات بهذه الطريقة السيئة ومنع التعاقد معهم لتنفيذ مشروعات أخرى. من جانبه أشار أحمد الحربي إلى تعدد المشاريع لدرجة أنه لا يكاد يمر يوم إلا ويشهد تنفيذ مشروع جديد، وقد يكون في نفس موقع المشروع السابق، الأمر الذي يرهق مستخدمي الطرقات إضافة إلى تهالك السفلتة، ما يكبد أصحاب المركبات خسائر فادحة نظير صيانتها وإصلاحها، لافتا إلى أن المشروعات المتعثرة تعكس صورة سلبية عن المدينةالمنورة التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار من خارج وداخل المملكة على مدار العام. يوافقه الرأي على عتيق مشيرا إلى أن تعدد المشاريع بشكل لافت نتج عنه تهالك الاسفلت في عدد كبير من الشوارع، مناشدا أمانة المدينةالمنورة بمتابعة الطرق والشوارع الرئيسية وتكثيف الرقابة على المشاريع الرئيسية خاصة الواقعة في قلب المدينة. من جهته أوضح ل«عكاظ» مدير وحدة الامن والسلامة والناطق الاعلامي في مرور منطقة المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي ان انتشار ظاهرة تهالك السفلتة في طرق وشوارع المدينةالمنورة يعود الى المشاريع الكبيرة والمتلاحقة التي تشهدها المدينةالمنورة، مستدركا: إلا أن تدخل الجهات المختصة لوضع حلول عاجلة أصبح ضرورة ملحة للحد من تلك الظاهرة التي تشكل عقبة للخطط المرورية، لافتا إلى أهمية وجود جهات مختصة مهمتها متابعة المشاريع الحكومية لرصد المتعثر منها، إضافة إلى ملاحظة الشوارع المتهالكة في كل شوارع الأحياء والعمل على تدارك الأمر بأسرع وقت.