خلف مشروع متعثر بحي الزهارين في الرصيفة حفرة مليئة بالمياه الآسنة التي تصدر الأمراض والأوبئة المزمنة لأهالي الحي منذ فترة ليست بالقصيرة، ومن بينها حمى الضنك ما جعلهم يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من انتشار المزيد من الأمراض التي يصعب السيطرة عليها وعلاجها. وأجمع عدد من سكان الحي أن الحفرة العميقة تشكل هاجسا لهم ويخافون أن تصبح مصيدة للأطفال وكبار السن، خاصة أنها منذ ست سنوات قابعة في مكانها وتبلغ مساحتها نحو 10 أمتار وتتربص بالمارة يوميا خاصة في الأمسيات حيث الظلام الحالك حولها، ما يجعل البعض لا ينتبه لها ويكون عرضة للوقوع فيها. قال بعض أهالي الحي إنهم في انتظار إزالة الضرر الذي تسببه الحفرة وتكليف الشركة المسؤولة عنها بدفنها، مشيرين إلى أنهم طيلة السنوات الماضية قاموا بمخاطبة الجهات المعنية لوضع حل لها ولكن كل هذه الدعوات ذهبت ادراج الرياح، معربين عن قلقهم وتوجسهم من تزايد ضحاياها في الفترة المقبلة، لأن الحفرة محاطة بالمنازل وسوق الحجاز الذي يرتاده الكثيرون ويكون الأطفال إلى جوارها يلعبون أيضا ما يسبب لهم الخوف من سقوط احدهم فيها والغرق دون أن ينتبه له أحد، فضلا عن الحشرات الناقلة للأوبئة فيها وما تشكله من خطر عليهم، مبينين أن انتظارهم طال كثيرا ولكن لا جديد بخصوصها مطلقا، ولا أحد يحدثهم بشأن ردمها أو شيء من هذا القبيل ليطمئنهم على أقل تقدير. ويقول صالح المجنوني إنهم طالبوا على مدى اكثر من ست سنوات بردم هذه الحفرة بعد أن شكلت خطرا على أبنائهم، لأنها غير اخطارها بالنهار تكون مزعجة بالليل بسبب خروج البعوض منها وغزوه للمنازل، وكذلك الرائحة الكريهة جراء المياه المتواجدة داخلها منذ أمد بعيد بفعل انفجار ماسورة مياه في تلك المنطقة، مضيفا «هناك أوامر صدرت من جهة مسؤولة قبل عدة سنوات بردم هذه الحفرة ولكن حتى الآن لم يتم ذلك، وقد أجرينا اتصالات بعدة جهات معنية يتم استلام بلاغاتنا ولكن الحال يظل كما هو». وبين المجنوني أن أغلب السكان القريبين من الحفرة أصيبوا بحمى الضنك لأنهم تعرضوا للسعات البعوض لفترة من الزمن ولم يسلم أطفالهم من المرض أيضا، لأن العاملين في مكافحة حمى الضنك بالرغم من رشهم المتواصل للحفرة لا يستطيعون مكافحة حشراتهم بشكل كامل لأن التوالد مستمر بها الحفرة وكل يوم تصدر الحشرات للسكان ولا أحد قادر على إيقاف هذه العملية. وأشار فادي فرج الى أن مشكلة الحفرة تتفاقم يوما بعد آخر بسبب هبوطها، بمعنى أن الأرض تهبط جراء تراكم المياه مما قد يعود بالضرر الكبير على المباني المحيطة، مبينا أنهم عندما داهمتهم السيول شكلت بعض الجروف الخطيرة، فيما الخطر يداهم المنازل القريبة من الحفرة الآن، فضلا عن تشكيلها خطرا على المراكز التجارية القريبة والأطفال الذين يرتادوها باستمرار. وأوضح عبدالله علي أنهم اطلقوا مقطع فيديو على احدى وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب يناشدون فيه الجهات المسؤولة بعد ان يئسوا من كل المحاولات في الفترة الماضية، عسى أن تكون الوسيلة الجديدة ناجعة لحل المشكلة التي ظلت قائمة منذ زمن طويل، ويزيد: نتفق جميعا على رفع الضرر الناجم عن هذه الحفرة قبل أن تقع الكارثة ولكن كيف الوسيلة؟ وحول مضار الحفر المائية أوضح الدكتور محمد الحمدي أن المستنقعات المائية تعد حاضنة للبعوض المسبب لحمى الضنك، لافتا إلى أن الحمي مرض فيروسي حاد ينتقل بواسطة لدغ البعوض ويتصف ببدء فجائي لحمى وصداع شديدين وآلام مفصلية واضطرابات هضمية ونزفية، وقد يحدث بشكل وبائي، مشيرا إلى أن الأعراض السريرية لحمى الضنك تستمر من 3-5 أيام غالبا، وهي ثنائية الطور مع صداع شديد، والم عضلي ومفصلي وخلف العين، نقص شهية، اضطرابات هضمية، طفح، نزوف لثوية وتحت الجلد ورعاف، ضخامة عقد لمفاوية، موضحا أنه قد يصاحب الشفاء تعب واكتئاب لمدة طويلة. وأضاف: مكافحة حمى الضنك تكون أولا بإزالة أماكن توالد البعوض الناقل من خلال تغطية محكمة لخزانات المياه وعدم التخزين في أوعية مكشوفة، وإزالة بؤر تراكم المياه مثل أواني الزهور وإطارات السيارات القديمة، بالإضافة إلى وضع شبك ضيق المسام على الأبواب والنوافذ للحماية من لدغات البعوض نهارا، واستخدام الناموسيات في حالة النوم خارج الغرف، واستخدام طارد الحشرات، فضلا عن تبليغ السلطات المحلية عن أي حالة فورا، والتعاون معها لإعطاء معلومات صحيحة عن سابقة المرض والعنوان، وتسهيل عمل فريق المكافحة لعمل الاستقصاء الوبائي ورش المنزل المصاب والمنازل المجاورة. لجنة ثلاثية أكد أحد المهندسين الذين شاركوا في المشروع المتسبب في الحفرة (رفض الإفصاح عن اسمه) أن لجنة من الأمانة والشرطة والدفاع المدني باشرت الموقع ووجهت بالانتهاء من المشروع في أقرب وقت وإلا سيتم رفع تقرير للإمارة عنها لردم الحفرة، مشيرا إلى أن هناك شركتي مقاولات استلمتا المشروع ولكنهما لم تواصلا بسبب عجز إحداهما، والأخرى توقفت بسبب كمية المياه، خاصة أن الحفرة تفتقد للحاجز الخرساني الساتر، كما بين أن عمقها يحتاج إلى حاجز لحمايتها من الانهيار، مردفا «عدم وجود هذا الساتر يشكل خطرا على المباني المحيطة بها ويعرضها إلى خطر الانهيار».