رفعت إدارة الطب الوقائي في صحة جدة درجة الاستعداد وطلبت الحيطة والحذر تحسبا لحالات حمى الضنك بعد أن شهدت المدينة خلال اليومين الماضيين أمطارا خفيفة ترجح تكاثر نشاط البعوض (الحشرة الناقلة لمرض حمى الضنك). وأبلغ «عكاظ» مساعد مدير صحة جدة للرعاية الصحية الأولية الدكتور سامي عيد، أنه تم تفعيل النداءات السابقة بشأن حالات حمى الضنك والإبلاغ عن حالاتها فورا بعد التأكد من الفحوصات الطبية التي أجريت للمريض. وأضاف أن هناك تنسيقا كبيرا بين الصحة والأمانة فيما يخص جانب الضنك، لافتا إلى أنه يتم إرسال فريق طبي من الطب الوقائي للاستكشاف الحشري في حالة وجود حالة مصابة في أي حي أو منطقة ويتولى الفريق استقصاء وضع المنزل والبحث عن البؤر في حدود مسافة 200 متر، بجانب استمرار برامج التوعية داخل الأحياء. وخلص د. عيد إلى القول إن الدور الأهم يقع على عاتق الأسر لاتخاذ كافة الوسائل الاحترازية التي تكفل عدم دخول الحشرة الناقلة إلى المنازل، مع التأكد من مصادر حفظ الماء، وعدم ترك النفايات مكشوفة داخل المطبخ، واستخدام طارد الحشرات كالأجهزة الكهربائية وغيرها. مناعة الرش في سياق متصل دعا الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس إلى ضرورة الاهتمام برش الأحياء بالمبيدات التي تقضي على البعوض الذي مازال يشكل خطرا في انتشار الضنك وغيرها من الأمراض الخطيرة مع ضرورة تغيير المبيدات بين حين وآخر حتى لا يكتسب البعوض المناعة، بالإضافة إلى معالجة المياه الآسنة التي تعد بيئة خصبة لتكاثر البعوض والذباب والحشرات. وأشار إلى أن وضع انتشار حمى الضنك في المملكة لا يعتبر وبائيا ولكنه مستوطن، ويمكن السيطرة على البعوض المسبب طالما وجدت العوامل (وللأسف نلاحظ تجمعات المياه الراكدة في أحياء جدة التي تعتبر بيئة خصبة لتكاثر البعوض والذباب والحشرات). الدكتور كماس شدد على أن استمرار التوعية ضروري لتجنب البعوض المسبب للضنك، مع ضرورة أن يهتم الآباء في توعية أبنائهم ، ولاسيما أن الأطفال أكثر عرضة للأمراض نتيجة ضعف المناعة. أشكال سريرية استشارية الفيروسات وعضو هيئة التدريس في جامعة طيبة الدكتورة إلهام قطان كشفت أن لحمى الضنك شكلين سريريين: الأول بسيط وهو الغالب حيث يشبه الزكام الفيروسي إلى حد كبير في بداياته ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجة مئوية، و تسبب الاختلاجات أو التشنجات في الأطفال وتكون غالباً مترافقة مع الصداع، وخاصة في منطقة الجبهة، أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد مثل آلام الظهر والمفاصل والعضلات ، وفقدان الشهية، وفقدان الذوق، والغثيان والقيء والكسل العام، والطفح الجلدي، أما الشكل الثاني من حمى الضنك، فهو الشكل النزفي وهو مرض خطير وقاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضاً، إلا أنه لا يحدث في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول لذلك من المهم تعريف سلالة الفيروس وطرازه الجيني.