رأى مختصون في الفيروسات والبيئة أن هناك عوامل عديدة تؤدي إلى تكاثر بعوض الضنك (ايدس ايجبتاي) منها وجود المستنقعات وبؤر توالد البعوض المسبب للضنك والمياه الراكدة. وأشاروا إلى أن البيئة التي تحتضن هذه المسببات تشكل عوامل جذب للبعوض والعديد من الحشرات، وطالبوا بضرورة استمرار عملية الرش الأرضي داخل الأحياء والجوي في المستنقعات، وتكثيف برامج التوعية، خصوصا أن موجة التقلبات الجوية تلعب دورا هاما في تنشيط دورة البعوض. فيروس الضنك ودعت الباحثة والمتخصصة في الفيروسات الممرضة وعضوة هيئة التدريس في جامعة طيبة الدكتورة إلهام طلعت قطان، إلى ضرورة الاستمرار في عوامل مكافحة البعوض المسبب لحمى الضنك، باعتبار أن وجود البعوض يؤدي إلى تسجيل حالات إصابات. وطمأنت د. قطان المجتمع، fأن وضع انتشار حمى الضنك في المملكة لا يعتبر وبائيا ولكنه مستوطن، ولكن لا يمكن السيطرة على البعوض المسبب طالما وجدت العوامل بجانب عامل مهم وهو موسمي العمرة والحج وحركة المسافرين، فميزة هذا البعوض أنه صديق ملازم للإنسان بمعنى أنه من الممكن ينتقل عبر ملابس البشر أو حقائب السفر، وبالتالي فإن البعوض تجد دورة حياة جديدة في ظل توافر الشروط البيئية. وألمحت إلى أن أبرز الأمراض الناتجة عن البعوض هو الضنك، الذي يعتبر من أهم الأمراض الفيروسية، وتسببه مجموعة من الفيروسات تسمى فيروسات الضنك التي تنتمي إلى جنس الفلافي فيروس، الذي يشتمل على حمى غرب النيل والحمى الصفراء وفيروس التهاب الدماغ الياباني وغيرها. وتكشف د. قطان أن لحمى الضنك شكلين سريريين: الأول بسيط وكلاسيكي وهو الغالب حيث يشبه الزكمة الفيروسية إلى حد كبير في بداياته ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجة مئوية، وقد تسبب الاختلاجات أو التشنجات في الأطفال وتكون غالبا مترافقة مع الصداع، وخاصة في منطقة الجبهة، أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد مثل آلام الظهر والمفاصل والعضلات، وفقدان الشهية، وفقدان الذوق، والغثيان والقيء والكسل العام، والطفح الجلدي، أما الشكل الثاني من حمى الضنك، فهو الشكل النزفي وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضا، إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول لذلك من المهم تعريف سلالة الفيروس وطرازه الجيني. وعن العلاج تقول د.قطان: يتم علاج الأعراض من خلال الأدوية التي يصفها الطبيب بجانب المضادات الفيروسية أما المضادات الحيوية فتترك لحاجة كل مريض والتي يقدرها الطبيب المعالج، وهناك لقاحات تحت الاختبار الآن لحمى الضنك يخفف اللقاح في التجارب السريرية للجميع الأربع سلالات من الضنك بواسطة استخدام تكنولوجيا التقنيات الحديثة وهو في طور التنفيذ. وشددت د. قطان، على ضرورة استكشاف البؤر واستمرار الرش الضبابي والتوعية الصحية بالمرض وكيفية الوقاية منه والنظافة الشخصية ومعالجة المستنقعات وتجمعات المياه الراكدة. خطورة بيئية ويتفق الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن حمزة كماس، مع الرأي السابق ويقول: حمى الضنك من الأمراض المستوطنة التي لايمكن السيطرة عليها بسهولة في ظل توافر العوامل المسببة، وللأسف الشديد كثيرا ما نلاحظ تجمعات المياه الراكدة في أحياء جدة التي تعتبر بيئة خصبة لتكاثر البعوض والذباب والحشرات. وشدد د.كماس على ضرورة الاهتمام برش الأحياء بالمبيدات التي تقضي على البعوض الذي مازال يشكل خطورة في انتشار الضنك وغيرها من الأمراض الخطيرة مع ضرورة تغيير المبيدات بين حين وآخر حتى لا يكتسب البعوض المناعة، بالإضافة إلى ذلك ضرورة معالجة المياه الآسنة التي تعد بيئة خصبة لتكاثر البعوض والذباب والحشرات. الدكتور كماس خلص إلى القول «استمرار التوعية ضروري لتجنب البعوض المسبب للضنك، مع ضرورة أن يهتم الآباء في توعية أبنائهم، لاسيما أن الأطفال أكثر عرضة للأمراض نتيجة ضعف المناعة.