على الصعيد الطبي، قلّل مصدر صحي من خطورة مستنقعات المياه التي تفصل بينها والتجمعات السكنية مسافة لا تقل عن كيلو متر، عازياً ذلك إلى أن البعوض الناقل لمرض حمى الضنك يعجز عن الطيران مسافة تربو على كيلو متر واحد. وأكد خطورة أي تجمعات للمياه (مهما صغر حجمها) قريبة من مواقع التجمعات البشرية. وفيما شدد المصدر الصحي ل «الحياة» على أن حجم كوب من الماء من الممكن أن يكون بيئة خصبة لتوالد آلاف الحشرات والبعوض في فترة لا تزيد على شهر واحد، طالب «أمانة جدة» برش المستنقعات والمياه الراكدة كافة في جدة (مهما صغر حجمها) مرة أو مرتين على الأقل في كل شهر. وفضل أن تلعب أمانة محافظة جدة على أوتار عقود النظافة التي أبرمتها مع الشركات المختصة بمطالبة الشركات المتعاقدة معها إما بسحب تلك المياه أو التخلص منها من طريق ردمها. ورفض أن تكون العوائق المالية مانعاً يحول دون التخلص من المستنقعات، خصوصاً أن «الأمانة لن تدفع قرشاً واحداً من موازناتها الخاصة». وحذر من سلوك سنّه بعض قاطني المنازل في جنوبجدة الذين يعمدون إلى تخزين المياه بشكل مكشوف داخل أفنية منازلهم، «ما يشكل الخطر الأكبر على بيئتهم، خصوصاً أنهم صيروا منازلهم بيئة مثلى لتوالد البعوض ومن ثم انتقالها إلى المنازل المجاورة». وألمح إلى أن اعتدال الجو في هذه الأيام أدى إلى أن يكون انتشار البعوض خارج المنازل أكثر من داخلها. وبين أن المياه التي لا يتكاثر البعوض إلا فيها هي الراكدة النظيفة أو الجوفية الطافحة. وشدد على أن مياه مجاري السيول الراكدة أو تلك التي سُدّ مجراها بعوائق أدت إلى ركودها تمثل مهداً خصباً لتوالد وتكاثر البعوض. وركز على أهمية عدم إغفال «أمانة جدة» أهمية رش مجاري السيول خصوصا «الراكدة». وطالب قاطني الأحياء التي تنتشر فيها المياه الراكدة، بتغطية المياه المكشوفة الموجودة في أفنية منازلهم أو التخلص منها حتى لا تصبح مولداً خصباً لتوالد البعوض. ورجح أن تعود حمى الضنك للانتشار بشكل أكبر من ذي قبل بعد شهرين، «في حال لم تكثف الأمانة جهودها من خلال عمليات رش المياه الراكدة والتخلص من أكبر عدد ممكن منها خلال الفترة المقبلة». وطالب برش الحدائق والمستنقعات ومجاري السيول وأي مكان توجد فيه المياه أو يمثل بيئة خصبة لتوالد أو عيش البعوض الناقل لحمى الضنك. وشدد على أن هذه الفترة الزمنية تصنف بالهادئة، وأن على «أمانة جدة» استثمارها في مكافحة البعوض حتى لا تعود حمى الضنك للانتشار من جديد.